الإهتمام المُبالغ به بطفلكِ، وتنشئته على الدلال والأنانية، قد يقودك في المستقبل إلى رجل غير مبالٍ؛ لأنّه اعتاد في صغره على عدم حرمانه من طلباته، مهما كانت. لذا يكون قد كبر، ولم يفهم إلا سياسة الأخذ بلا عطاء.
كذلك، فإنّ عدم تلقّيه الحبّ والاهتمام والحنان منذ صغره بشكلٍ كافٍ، قد يقودك إلى نفس المصير.
زوج لا مبال .. ما العمل؟
أجاب عن هذا السؤال، رئيس الاتّحاد العربي لتنمية الموارد البشرية، الدكتور زياد المومني، بأنّ "لامبالاة الزّوج" وسوء الاهتمام بالزوجة، من أكبر الإشكالات، التي قد تواجه الحياة الزوجية، وتجد هذه الإشكالية تبريرها، بسبب البدء بالاعتياد على روتين ثابت لا يتغيّر، والقبول به نوعًا ما. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، يأتي ذهاب الزّوج إلى عمله، والعودة إلى بيته، وهو مُتعبٌ ومرهَقٌ، من أجواء العمل، والصِّراعات الخارجيّة، التي يشهدها، فيما الزّوجة مشغولة بأعمال المنزل، ووظيفتها إذا كانت امرأة عامِلة، يشكّلُ حالة من الجفاء، والاغتراب في حياتهما، تتحوّل لاحقًا إلى تغلُّب صفة اللامبالاة على الرجل، أكثر من المرأة، المعروفة بالاهتمام، والاكتراث لكل التفاصيل، على حدّ تعبير المومني.
ما الحلّ لهذه اللامبالاة؟
أشار المومني، إلى أنّ المسؤولية مشتركة، وتقع على عاتق الطرفيْن، لا على طرف واحد؛ فمن ناحية الزّوج، عليه الفصل بين عمله وأموره الخارجية، وبين حياته البيتية، والاقتناع بأنّ بيته جنّته.
كما عليه أنْ يكون قائدًا حقيقيًا لبيته، ويتحمّل المسؤولية نحو زوجته، ومن السّيء، تنصّله من مسؤولياته تجاه شريكة حياته. فضلاً عن تمتّعه بقدر عالٍ من الذكاء والحِنكة، لإيصال السفينة إلى برِّ الأمان.
بالمقابل، رأى المومني، في حال زادتْ لامبالاته عن حدّها، وأصبحتْ لا تُطاق، على الزّوجة المبادرة بوضع الخطط الهادفة، لتغيير هذه الأجواء، وإخراجه من بروده وجفائه.
وذلك من خلال معرفة مجالات اهتمامه؛ فإنْ كان يحبُّ الطعام، يمكنها التفنّن بصنعه والإبداع بأشكاله، وإنْ كان مُحبًا للقراءة، يمكنها شراء الكتب التي تتفق مع ميوله، ومشاركته مشاهدة التلفاز، إنْ كان ممّن يعشقون متابعته.
ولا بأس من طلب الخروج من البيت، بغرض الابتعاد عن أجواء المنزل الروتينية، التي تسبّب لهما الملل، والخروج عن المألوف في المأكل، والملبس، وأسلوب حياتهما الخاصّة، بحسب المومني.
وختم المومني، بالقول: إذا كان الدافع من لامبالاته وقلّة اهتمامه، الخلافات والمشاكل الأسرية، تستطيع الزوجة حلّها، بالقليل من التنازل من طرفها، إلى أنْ يحدث التغيير الذي ترجوه منه.