كثيراً ما يتدخل الأهل في قرار ابنتهم المتعلق بموافقتها على من تقدّم لخطبتها، لدواعٍ عديدة تنطلق من حرصهم عليها، وأنهم الأقدر على فهم الرجل بجدية ورويّة من دون نوازع عاطفية، وأنّ قرارها نابع من عاطفتها نحو الشاب.
بالمقابل، ورغم أنّ الزواج هو قرار للفتاة وحدها، لأنها هي من ستعيش مع شريكها تحت سقف واحد، ومع ذلك تفضّل أحياناً إسناد اختيار شريك حياتها إلى أسرتها، نظراً لتشابك أهوائها بين القبول والرفض، وأنه لو توافق مع مقاييسها، قد يخالف مقاييس أسرتها، ما يجعلها تضيع بقرارها.
لذا، متى يحقّ للفتاة التفرّد باختيار شريك حياتها؟
خلال حديثه لـ "فوشيا" رأى مدرب التنمية البشرية عدنان النواصرة أنه يحق للفتاة أن تختار شريك حياتها، عندما تصبح مُدركة للحياة الزوجية.
مضيفا أن هذا الأمر يقع على عاتق أسرتها، حيث دعا إلى ضرورة توعيتهم وتنشئتهم لها تنشئة سليمة وواقعية، وتأهيلها لتلك المرحلة من خلال عدة طرق.
ما هي الطرق الأنسب لتوعية الفتاة؟
أولها، البدء منذ الصغر، بمنحها صلاحية اتخاذ قراراتها في الأمور التي تخصها تحديداً، والمتعلقة مثلاً، بشراء ملابسها وحاجياتها، والتخصص الذي ترغب بدراسته، وما هي توجهاتها، ثم التدرج معها ومساندتها، شريطة عدم إغفال جانب إرشادها بأن يكون قرارها صائباً.
كما أشار النواصرة إلى ضرورة مساعدتها لتصبح قادرة على إدارة أمورها الشخصية اقتصادياً، ما يعني انعكاس ذلك على إدارتها البيتية مستقبلاً، ومعرفة إذا كان الرجل المتقدّم لها يتناسب مع حاجاتها الاقتصادية أم لا.
وأما عن قدرتها على بناء العلاقات الاجتماعية مع الأشخاص المتوافقين معها، والتركيز على الجانب العاطفي، وكيف تحبّ ومتى ومن وكيف تستثمر ذلك في حياتها إيجابياً، فضلاً عن كراهيتها لبعض الأشخاص، أكد النواصرة، أنه حينها سيصبح لديها معرفة بالآخرين، وستعرف كيف تنسجم معهم أو تنفر منهم، وهذا ما يجب تنشئتها عليه.
وسيؤدي تعاون الفتاة مع أسرتها وتشاركها معهم إلى قدرتها على التعاون مع شريك حياتها بذات الطريقة، عندئذٍ ستتمكن من اتخاذ قرار ارتباطها بالشريك بشكل يتطابق تماماً لقرار أهلها في اختياره.
وختم النواصرة قوله بضرورة استفادة الفتاة من تجارب الآخرين في اختياراتهم، وإن لم تستطع معرفة من المناسب لها من غيره، فحينها لن تكون صائبة القرار.