مع أن بعض الرجال تمر عليهم لحظات ينفجر فيها غضبهم العائلي كما يحصل مع الكثير من النساء ، إلا أن الحالة تُصنّف في علم النفس بأنها "غضب الأم".
يقصدون بـ"غضب الأم" ذلك الحنق الذي يحصل كنوبة شديدة مكثفة، وغير مبررة، تكون موجهة نحو الأطفال أو الزوج. غالبا ما يكون متفجرا ومختلفا عن الأنواع الأخرى من الغضب، ولا قدرة للأم في السيطرة عليه. وعادة ما يتبعه شعور قوي لدى الأم بالذنب والخجل ولوم النفس.
وفي توصيفه الاجتماعي أنه يتسبب في اضطراب الحياة اليومية للأم وللأسرة بأكملها، الأمر الذي يوجب على الأم أن تتعلم كيفية التعامل مع نوباته والاعتناء بنفسها حتى لا يتطور الوضع ويصبح مشكلة يصعب حلها.
الأسباب
هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تساهم في هذه المشاعر الغاضبة، منها:
القلق والارتباك
يمكن لمشاعر القلق والارتباك أن تلعب دورا رئيسيا في تنمية "غضب الأم". مثلا، أصبح هذا الغضب أكثر شيوعا خلال الإغلاق بسبب الكورونا، فالقلق المتصاعد خوفا من المرض والمصاعب الاقتصادية، ظهر على شكل غضب.
نقص الدعم
قد يشير إلى عدم وجود الدعم، سواء من الزوج والعائلة والمجتمع ككل، إذ غالبا لا تتلقى الأم دعما كافيا من الأسرة، وإلى جانب محاولتها تحقيق التوازن بين العمل ورعاية الأطفال والعناية بنفسها، يمكن أن تصبح الأمومة أمرا مربكا جدا.
عدم المساواة بين الجنسين
حتى اليوم، ما يزال الجزء الأكبر من العمل ومسؤوليات إدارة الأسرة وتربية الأطفال تقع على عاتق الأم. فالأم عرضة أكثر بثلاث مرات من الأب لتحمل عبء إدارة الأسرة، بما في ذلك:
· إدارة الشؤون المالية للأسرة
· الأنشطة اللامنهجية والمدرسية
· الأعمال المنزلية
· تنظيم الإجازات أو التجمعات العائلية
· البقاء في المنزل عندما يمرض الأطفال
الحزن
أن تصبحي أما قد يجعلك تشعرين بالحزن على حياتك السابقة والشخص الذي كنت عليه، وهي تجربة يختلط فيها الحزن والخسارة، ولا تتم مناقشتها في كثير من الأحيان علنا. كما أن محاولات التعرف على هذا الكائن الجديد الذي هو طفلك تجعل العبء مضاعفا.
عوامل أخرى
يمكن أن يكون غضب الأم ناتجا عن مجموعة أخرى من العوامل، مثل:
· التوتر
· الضغوط المالية
· الخلافات الزوجية
· التغيرات الجسدية بعد الحمل
· التقلبات الهرمونية
· الحرمان من النوم
· الإرهاق
· عدم تلبية الاحتياجات العاطفية
· اكتئاب ما بعد الولادة
تأثير غضب الأم على الأطفال والعائلة
عندما يُترك غضب الأم دون علاج، يمكن أن يؤثر على الأطفال والعائلة والعلاقة بالزوج.
تأثير الغضب على الأطفال
يشعر الأطفال بالخوف؛ ما يحسّسهم بالذنب وعدم الأمان. ويمكن أن يؤثر الغضب على مهارات التأقلم لديهم وخلق مشاكل في العلاقات المستقبلية، وتكرار سلوك الأم.
التأثير على علاقتك بزوجك
يمكن أن يخلق مسافة عاطفية بينك وبين زوجك. فإذا شعرت بأن الاستياء يتزايد. فوضّحي لزوجك أنك بحاجة لدعمه، وتخصيص بعض الوقت بعيدا عن الأطفال للقيام بأشياء يستمتع بها كلاكما.
خيارات العلاج
هناك عدد من خيارات العلاج للتعامل مع غضب الأم، وهي التالية:
العلاج النفسي
ويمكن أن يعلمك مهارات للتعامل مع مشاعر الغضب أو إعادة توجيهها. غالبا ما تشعر الأم بالخجل والذنب من غضبها وتخشى الاعتراف به، والاعتراف هو الخطوة الأولى لحل المشكلة.
العناية بالنفس
الأمومة صعبة وتترك لك القليل من الوقت لنفسك، لذلك من المهم معالجة أساسيات الرعاية الذاتية، مثل:
· الحصول على قسط كاف من النوم
· تناول الأطعمة المغذية
· ممارسة الرياضة
· إيجاد الوقت لأنشطة تستمتعين بها
طلب المساعدة
طلب الدعم أمر حيوي للتعامل مع التوتر والإرهاق اللذين يمكن أن يؤديا إلى غضبك. وبعض الدعم يمكن أن يحميك من الإجهاد المفرط. تحدثي إلى شريكك وعائلتك لإعلامهم بحاجتك للدعم.
الأدوية
إذا تزامن "غضب الأم" مع الاكتئاب أو القلق، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية. واتباع الإرشادات الدوائية أمر حيوي لمساعدتك على التأقلم والتخفيف.
أخيرا
نوبات "غضب الأم" يمكن أن تجعلك تشعرين وكأنك شخص مختلف لا تحبينه كثيرا. لكن تذكري أن ذلك لا يجعل منك أمًا سيئة، بل يشير إلى عدم تلبية احتياجاتك الخاصة، أو أنك بحاجة إلى مزيد من الدعم.