إذا كنتِ تعيشين في بلد يُغيّر توقيته مرتين في السنة (توقيت صيفي وآخر شتوي) فلا تستغربي أن تسمعي من بين أهل بيتك أو صديقاتك أنهم يدخلون في مثل هذه المواسم لتغيير الساعة بموجة كآبة غير مفهومة.
تغيير التوقيت، ومنه الربيعي الذي يصادف هذه الأيام، له مبرراته التي يختلف الكثيرون على جدواها الحقيقية. فالحجج هي توفير الطاقة أو الاستفادة بشكل أفضل من ضوء النهار الطبيعي. لكن هذا التغيير يتسبب لبعض منا بتوترات مزاجية نتيجة تغيير ساعات النوم وما يرافقها من تعديل في البرامج اليومية.
خبراء الصحة في موقع "هيلث" تقصّوا هذا الموضوع وكانت لهم مشاركاتهم المتنوّرة:
أخصائي النوم الدكتور دانييل لوين يقول إن الحرمان من النوم على المدى القصير وعدم التوازن في الدوائر الدموية يسبب تقلبات في المزاج ولا سيما لدى الأطفال والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية معينة تقتضي أدوية خاصة. في مثل هذه الحالة يجب التخطيط للأمام وإجراء تعديلات صغيرة قبل تغيير الوقت، فهذا يقلل إلى أدنى حد من آثار وقت توفير ضوء النهار.
كما تشير الأبحاث الى أن طلاب المدارس يفقدون النوم بقصد التغيير؛ ما يتسبب بشعورهم بالإرهاق ويقلل تركيزهم، وقد أظهرت دراسة متخصصة زيادة بنسبة 6 في المائة في مخاطر حوادث المرور المرتبطة بتغيير الوقت الصيفي.
طرق المساعدة في تخفيف الانتقال
من ناحية مبدئية فإن مسؤوليتكِ في الحفاظ على صحة أسرتكِ وسلامتها يعني بذل العناية الواجبة لمساعدتها على التكيف مع التغيير في ساعة التوقيت.
وفي هذا الصدد نصح الدكتور لوين بالحفاظ على طرق النوم الصحية على مدار السنة والاستعداد مسبقا خلال التغيير الزمني حيث إن الخلايا الموجودة في القلب و الكبد والرئتين والأمعاء والدماغ كلها تنظم نفسها جزئيا بالساعات الداخلية أو الجينات؛ ما يوجب علينا أن نجهز أجسادنا للتغيير.
بدورها، الدكتورة شاليني باروتي، المديرة المشاركة لمركز طب وعضو في الأكاديمية الأمريكية للنوم تنصح بالعمل لإعادة ضبط ساعاتك الداخلية على مدى بضعة أيام بدلا من ليلة واحدة وذلك بالذهاب إلى السرير 15 أو 20 دقيقة مبكرا ثلاث ليالِِ قبل موعد التغيير، إضافة إلى محاولة الاستيقاظ قليلا في وقت سابق من الأسبوع قبل موعد تغيير الوقت والذهاب للمشي أو تناول الإفطار على الشرفة أو الفناء لزيادة التعرض للضوء وتنظيم إيقاع الدائرة.
وإذا كنتِ تستهلكين الكافيين (القهوة والشاي) بانتظام، فينصح تخفيف استهلاككِ تدريجيا خلال الأسبوع السابق لتغيير الوقت، فهذا يمكن أن يساعدكِ على التعامل معه.
أما بالنسبة للضوء المنبعث من الإلكترونيات، بقصد القراءة، كالهواتف الخلوية، وأجهزة التلفزيون، فقد نصح الخبراء بوضعها بعيدا قبل ساعة على الأقل قبل النوم؛ إذ إن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمكن أن يقلص أو يلغي إنتاجنا من الميلاتونين وهي المادة التي تصنعها غدتنا الصنوبرية التي تخبرنا أن الوقت قد حان للذهاب إلى الفراش.