كيف تسامحين نفسك وتصفحين عنها؟
كيف تسامحين نفسك وتصفحين عنها؟كيف تسامحين نفسك وتصفحين عنها؟

كيف تسامحين نفسك وتصفحين عنها؟

في كثير من الأحيان، نلوم أنفسنا على بعض الأخطاء التي نقع بها، لكن المشكلة الكبرى التي قد نقترفها بحق أنفسنا هي أن نستمر في تأنيب أنفسنا وجلد ذاتنا. والحقيقة التي يحذر منها الباحثون هي أن ذلك الأمر يكون قاسيا على صحتنا العقلية.
ومن هنا، تأتي أهمية مسامحة الذات والصفح عنها وعدم تأنيبها حفاظا على صحة العقل والذهن، ومنعا للإصابة بأي مشكلات عقلية أو نفسية جراء ذلك مع مرور الوقت.

لم يعتبر ارتكاب الأخطاء أمرا سيئا للغاية؟



يحدث ذلك نتيجة لسيطرة مشاعر سلبية علينا، كما مشاعر الخزي والإحساس بالذنب، وهو أمر يقول عنه الباحثون إنه "تطوري" أو متوارث منذ أجدادنا القدماء، لشعورهم بأن اقتراف حتى أبسط الأخطاء قد يعني الوقوع في مشكلة كبرى.

ما هي مسامحة النفس؟


مسامحة النفس ليست عملا فرديا يمكننا القيام به، بل عملية نبدأ خلالها باستبدال إحساس الذنب والخزي (الذي قد يخلق بداخلنا حلقة سامة) بإحساس التعاطف مع الذات، الوعي بأخطائنا ورغبتنا في التغيير. أو بمعنى آخر، تتطلب العملية بذل بعض الجهد لضمان إحداث تغيير حقيقي يمنحنا شعورا حقيقيا بالندم والصفح عن النفس.

هل مسامحة النفس تكون واحدة مع كل الأخطاء؟


مسامحة النفس مصطلح عام وواسع، وينطوي في الغالب على التفكير بالسلوك الذي نلحقه بأنفسنا، ولهذا يرى الخبراء أن عملية مسامحة النفس تبدو متشابهة لكافة مستويات الأخطاء، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العملية قد تتطلب بذل مزيد من العمل العاطفي والإدراكي حال كان الخطأ جسيما أو حال تسببه في إيذاء كثير من الأشخاص.

لم يكون من الصعب علينا مسامحة أنفسنا؟


لأننا نعرف أنفسنا جيدا ونعرف كذلك الظروف التي أحاطت بالقرارات والأخطاء التي قمنا بها، ومن هنا، يكون لدينا ميل لأنْ نتعامل بقسوة شديدة عند حكمنا على أنفسنا.

مساواة الشعور بالخزي والذنب مع الشعور بالندم



يرى الخبراء أن تلك الفكرة التي تكون نابعة من اللاوعي لدينا تعني أنّ مرورنا بمعاناة اللوم على الذات والشعور بالخزي قد يكون وسيلة لدفع ثمن أخطائنا.

المحاصرة داخل حلقة من الشعور بالذنب والخزي


وهو ما قد يحدث لعدة أسباب منها بعض المعايير الثقافية المتأصلة، التشوهات المعرفية مثل الكمال والظروف الصحية مثل الإدمان، حيث يمكن أن تؤدي كل هذه الأسباب إلى توطيد شعور الذنب والخزي بداخل النفس ومن ثم صعوبة التخلص منه.

التأكد من عدم تعلم الدرس


التردد الذي يكون عليه البعض عند محاولة الصفح عن النفس يكمن في حالة الريبة التي تكون لديهم بشأن عدم قيامهم بالتغييرات "الكافية" أو "المناسبة" ليكافئوا أنفسهم بمسامحتها والصفح عنها، وبالتالي يزيدون من تأنيب أنفسهم ومعاقبتها، علما بأن المرور بتلك الرحلة قد يستحضر ذكريات الأخطاء السابقة التي لم يتم التخلص منها بعد، لذا يتواصل انخراطنا في هذا الخطأ بلا أي حل لذلك بالفعل.

لم من المهم لنا أن نتعلم مسامحة النفس؟


أثبتت الدراسات أن تعلم مسامحة النفس أمر مهم لعدة أسباب:
- مسامحة النفس تساعد على تعزيز صورة الذات وتحسين الثقة بالنفس.
- مسامحة النفس تجعلنا أقل عرضة لملاحظات الآخرين الانتقادية.
- مسامحة النفس تعلمنا التعامل مع أي ملاحظات نتلقاها بشكل بنّاء أكثر.
ما هي الأضرار الجسدية التي تلحق بنا بسبب شعور الذنب والخزي؟
- تراجع قدرات الجهاز المناعي.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم.
- حدوث اضطرابات في المعدة ومشاكل بالهضم.

هل يمكن مسامحة النفس بسرعة؟



الشعور بالذنب أو الندم قد يكون تكيفيا عند التعامل معه، ولا يمكن الجزم بتوقيت أو سرعة للصفح عن الذات؛ لأن الأمر يرتبط أكثر بما يدور في داخلنا من أفكار أو مشاعر.

كيف يمكن مسامحة النفس؟


بينما لا يوجد إطار زمني لمسامحة النفس، فإن هذا لا يعني التسرع لتحقيق تلك الغاية، بل هناك نصائح أو خطوات يجدر بنا اتباعها بطريقة إيجابية فعالة للوصول للهدف.

وتلك النصائح هي:


- البدء بإظهار بعض التعاطف تجاه نفسك؛ لأن ذلك يجعلك تنظرين لنفسك ولتصرفاتك بطريقة متفهمة وغير منحازة، وبالتالي سيساعد ذلك على فتح الباب أمامك للندم بطريقة صحية، وهو ما سيساعد أيضا على عدم تحول هذا الندم الصحي إلى تفكير غير صحي، قد ينجم عنه في الأخير تولد شعور دائم بالذنب والخزي.
- اتّباع أساسيات مسامحة النفس الأربعة، وهي تحمل المسؤولية، الإحساس بالندم، محاولة إصلاح ما تم فقدانه بسبب الخطأ وأخيرا البدء من جديد والتعلم من الماضي.
- عدم القلق من الأشياء الصغيرة والتوقف عن تضخيم زلاتنا بشكل غير متناسب، فبعض الأخطاء التي نقترفها تكون أخطاء عادية ويجب عدم إعطائها أكبر من حجمها الحقيقي.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com