هل سبق لك أن قابلت شخصًا ما، وشعرت على الفور أنك تعرفينه منذ زمن؟ أو أنك قادرة على التفاهم معه بسهولة؟ معظمنا حين يحصل معه ذلك، نعزو الأمر إلى أن هناك "كيمياء خاصة". تُرى ما الذي خلق هذه الكيمياء؟
بلا شك أن هذه الكيمياء تحدث خلال تبادل الحديث، فالمحادثة هي أسهل طرق الاتصال، على الرغم من أن كثيرين لا يحبون تبادل الحديث، إما لأنهم خجولون أو منغلقون على أنفسهم. فربما تحاولين لسنوات التقرب من إحدى زميلات العمل دون جدوى، بينما يمكن لك بسهولة إجراء حديث لطيف فورًا مع شخص غريب في المطار.
إليك بعض الإرشادات التي عرَضتها مجلة "سايكولوجي توداي" أنها تجعلك قادرة على التقرّب من الآخرين.
الموضوع الذي تبدأين به الحديث مهم لكسر الجليد، سواء كنت تسعين إلى تنمية علاقة شخصية أو مهنية. وهناك بعض المواضيع الآمنة والمجرّبة التي يمكن البدء بها، فإذا كنت واثقة أن الأمر لا يعتبر من خصوصيات الشخص الآخر، يُعد السؤال عن الأطفال موضوعًا آمنًا نسبيًا، يدفع الطرف الآخر إلى الحديث بحماس كبير.
لكن خلق الكيمياء يتطلب أكثر من الحديث. لذا، انتبهي لما وراء الكلمات، مثل السرعة في الكلام والنبرة ولغة الجسد وتعبيرات الوجه، هذه الأشياء يمكن أن تساعد على بناء العلاقة.
معظم الباحثين يدركون أهمية التفاعل الاجتماعي، في تكوين العلاقات والمجموعات الاجتماعية. يجب التركيز على الخصائص الدقيقة للمحادثة، مثل التناوب السلس في الحديث والصمت القصير، فهذه الأمور لديها القدرة على التأثير بشكل كبير على تنظيم العلاقات والشعور بالتقارب.
نحن نعرِض وجهات نظرنا من خلال تبادل المعلومات مع أشخاص آخرين، لكن الإحساس بالواقع المشترك لا ينشأ -فقط- من خلال مقارنة الآراء، بل من خلال الإحساس العميق بأننا نتبادل الحديث على الموجة نفسها، وتدفق المحادثة بصورة سلسة.
ولكي نكون أكثر نجاحًا في التواصل مع الآخرين، عند مناقشة الأمور ذات الاهتمام المشترك، علينا بذل الجهد لمعرفة هذه المواضيع. فلا شك أن هناك نوعًا من الاهتمام المشترك مع الجميع، ومعرفة ذلك سيؤدي إلى كسر الجمود عند الحديث في مواضيع تم اختيارها بصورة واعية، بحيث تخلق شيئًا من الكيمياء بيننا.
مؤكد أن العلاقات تلعب دورًا مهمًا في تلبية الاحتياجات النفسية الناجحة، مهما كان نوعها، مرتبطة بشكل إيجابي بتبادل الحب والتعاون والإفصاح عن الذات، وهو ما يطلق عليه وصف التناغم، وهو أمر له أهمية كبيرة عند محاولة بناء علاقات، سواء مع المعارف أو الغرباء؛ وهو وسيلة قوية للترابط الاجتماعي.
خلاصة تقرير المجلة، هي أن الأمر لا يقتصر على ما نقوله، بل كيف نقوله. فالموضوع والنبرة والمضمون، وحدات لبناء علاقة تسمح لك بالتواصل بشكل حقيقي مع أي شخص.