الإيجابية السامة.. ماذا تعني وكيف تتعاملين معها؟
الإيجابية السامة.. ماذا تعني وكيف تتعاملين معها؟الإيجابية السامة.. ماذا تعني وكيف تتعاملين معها؟

الإيجابية السامة.. ماذا تعني وكيف تتعاملين معها؟

يتظاهر بعضنا أحيانا بالتماسك والتمسك بالأمل والنظرة الإيجابية للحياة ومتغيراتها، على عكس الحقيقة التي يعيشونها، ويكونون مضطرين على الرغم من ذلك لمجاراة تقلبات الحياة وظروفها المتباينة مع تعاقب مراحل وفترات الحياة المختلفة.

ويصف بعضهم تلك الإيجابية في التعامل مع مواقف الحياة المختلفة بأنها "إيجابية سامة"، كونها لا تعكس واقع الحالة الحقيقية التي يعيشها الأشخاص بأية حال من الأحوال.

وفي حين أن هذه الإيجابية قد تمثل نقطة قوة تساعدنا وتحفزنا من أجل المستقبل، لكنها قد تصبح ضارة أيضا عندما لا تكون صادقة أو قوية أو عندما تنزع الشرعية عن مشاعر القلق، الخوف، الحزن أو المشقة الحقيقية، ولا تكون الإيجابية في تلك الحالة إيجابية صحية، وإنما تكون إيجابية سامة، وهو ما يتعين علينا فهمه وإدراكه.

ما هي الإيجابية السامة؟


ردّ على هذا السؤال الدكتور جايمي زوكرمان، وهو طبيب نفساني إكلينيكي مقيم في ولاية بنسلفانيا ومتخصص في مجالات عدة من ضمنها اضطرابات القلق واحترام الذات، بقوله: "الإيجابية السامة هي الفرضية، التي يطرحها الشخص نفسه أو الآخرون، عن أنه وبالرغم من الموقف الصعب أو الألم العاطفي الذي يمر به الشخص، فهو مُطالَب بأن يكون لديه عقلية إيجابية أو رد فعل إيجابي تجاه ما يعانيه".

وعلقت على ذلك أيضا الدكتورة كارولين كارول، وهي أخصائية نفسية في بالتيمور بولاية ماريلاند، بقولها: "يتسبب الضغط الذي نضع أنفسنا فيه لنتظاهر بأننا على ما يرام في إبطال مجموعة المشاعر التي نمر بها جميعا. ويمكن أن يعطي هذا الضغط انطباعا بأنكِ معيبة حين تشعرين بالضيق، ما قد يُفَسَّر على أنكِ غير لائقة أو ضعيفة".

وعاود زوكرمان ليقول: "الإيجابية السامة، في جوهرها، هي إستراتيجية تجنب، يتم استخدامها للتخلص من أي إزعاج داخلي وإبطال مفعوله، لكن الحقيقة التي يجب معرفتها هي أنه حين يتجاهل الشخص مشاعره، فإنه يلحق بنفسه مزيدا من الضرر".

الإيجابية السامة ضارة بشكل خاص في الوقت الحالي


أوضح الدكتور جيمي لونج، وهو عالم نفس في فورت لودرديل بولاية فلوريدا، أن جائحة كورونا التي يعيشها العالم الآن تثير حاجتنا للسيطرة وتجنب حالة عدم اليقين. وتابع "في ظل وجود ثمة شيء غير متوقع وغير مؤكد مثل كوفيد-19، قد يكون رد الفعل التلقائي هو إظهار ملامح وجه متفائلة أو إيجابية لتجنب قبول حقيقة مؤلمة".

وعاودت هنا الدكتورة كارولين كارول لتقول "الإيجابية السامة تبطل المصاعب الحقيقية التي يواجهها الناس خلال هذا التوقيت الذي يعاني فيه العالم من جائحة كورونا؛ فوضع قدم أمام الأخرى هو إنجاز بالنسبة للكثيرين خلال هذا الوباء العالمي".

وتابعت "في أوقات التوتر، تكون أدمغتنا ممتلئة، ولا يكون لدينا دائما القدرة المعرفية التي تتيح لنا التعامل مع شيء ما باستخدام منحنى تعليمي حاد والقيام بمهمة جديدة".

طبيعي ألا نكون على ما يرام في مثل هذا الوقت الصعب


أشار هنا زوكرمان إلى أنه ليس من الجيد فحسب ألا نشعر بأننا على ما يرام، بل إنه أمر ضروري أيضا، فنحن كبشر، لا يمكننا أن نختار فقط المشاعر التي نريدها، فالأمور لا تسير بهذا الشكل، والإحساس بكل مشاعرنا، سواء كانت مؤلمة أم لا، يستمر في الوقت الحاضر، ومما لا شك فيه أننا نعيش أزمة في الوقت الحاضر، ومن الطبيعي أن يشعر الناس بالقلق في تلك الجائحة؛ فالقلق غالبا ما يبقينا آمنين بالفعل؛ إذ يحفزنا لارتداء القناع والالتزام بالتباعد الاجتماعي خوفا من التقاط العدوى.

كيف يمكننا التعامل مع الإيجابية السامة؟


1- تجنب تجاهل أو حشو المشاعر، والأفضل أن تجاهري بها وتفصحي عنها.

2- الإنصات للغير والتحقق من مشاعرهم، حتى عندما تكون مختلفة عن مشاعرك.

3- منح نفسك فرصة للحصول على قسط من الراحة في حال الشعور بإرهاق.

4- إدراك حقيقة أن المشاعر لا يتعارض بعضها مع بعض، فلا مانع من أن تكوني حزينة لفقدان وظيفتك خلال الجائحة وأن يكون لديك الأمل في الوقت نفسه لإيجاد وظيفة جديدة مستقبلا.

5- التزام الواقعية، وإن أردت الشعور بالإنتاجية، فيمكنك البدء بخطوات صغيرة وقابلة للتنفيذ.

6- اكتشاف رسائل الإيجابية السامة، وأهمها "المشاعر الإيجابية فقط" و "اختيار السعادة"، وتذكر أن ما يجعل الإيجابية "سامة" هو رفض المشاعر الحقيقية الأخرى.

7- التعامل بحذر مع وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ إنه من الضروري حماية نفسك من الايجابية السامة التي قد تلمسينها هناك، وهو ما يتطلب منك مهارات تفكير نقدية، لمقارنة ما تظهره تلك المنصات عن كيفية تعامل الناس مع الوباء بوضعك وواقعك.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com