استطاعت المرأة العربية بشكل عام والمرأة الإماراتية على وجه الخصوص أن تتبوأ أماكن إدارية وقيادية مهمة في المجتمع ولم تكتف بدورها كأم ومربية وصانعة لأجيال المستقبل، بل تجاوزت ذلك لتصنع لنفسها مكانا مرموقا في كافة مفاصل العمل؛ فهي القاضية والطبيبة والمديرة والكاتبة والشاعرة والمهندسة والإعلامية وهي من وضعت تاء التأنيث في كل المهن.
لا تتسع السطور لذكر كل اللواتي حققنَّ إنجازات على مختلف الأصعدة، ولكن يكفي أن يكون الأنموذج الذي سنتكلم عنه اليوم هو المحامية والمستشارة القانونية شروق زينل التي ولدت ونشأت في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة وكانت أول امرأة إماراتية تتولى منصبا إداريا رفيع المستوى في شركة "بورشة" الشرق الأوسط وأفريقيا بعد أن عملت وعلى مدار 11 عاما في شركة محاماة دولية ضمن “فريق حل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”. وتتولى زينل مسؤوليات الإشراف على المسائل القانونية والامتثال لبورشه في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند.
ترى زينل بأن المرأة قادرة على العطاء أينما وجدت، ولا شيء يمكن أن يعيق تقدمها إلا غياب أهدافها وتكاسلها عن تطوير خبراتها، فهي من خلال تجربتها تدرك بأنها لا مكان للمستحيل، والتميز يجب أن يكون على أساس الكفاءة والجهد لا الجنس (ذكر أم أنثى)، مستشهدة في ذلك على تجربتها في العمل مع وسط يعتقد البعض بأنه حكر على الرجال والواقع أنه حكر على من امتلك العلم والخبرة والمعرفة.
من خلال تجربتها تنصح شروق الشابات الإماراتيات بالتوجه للعمل في القطاع الخاص كأحد المجالات المهمة والحيوية. فمن وجهة نظرها توجد فرص متعددة في هذا القطاع، ويجب ألا يقتصر تركيز النساء على القطاعات الحكومية فقط. "نصيحتي دائما هي أن يحتفظ المرء بخياراته مفتوحة، وأن يحصل على الخبرة الدولية الضرورية وأن يطوّر من نفسه ويساهم في تطوير بلده”
لدى زينل خبرة كبيرة في مجال الشؤون القانونية الإقليمية، حيث تخرجت في جامعة الشارقة بعد أن حصلت على بكالوريوس الشريعة والقانون (بدرجة امتياز) ومن ثم حصلت على منحة دراسية كاملة لإنجازاتها الأكاديمية والمهنية، كما نالت درجة الماجستير في قانون الشحن والقانون التجاري الدولي بدرجة امتياز من جامعة لندن.