"أنا آسفة".. ربما بدت عبارة صغيرة، لكن الاعتذار الصادق يمكن أن يصحح الأخطاء، وينقذ العلاقات ويمنعها من مزيد التوتر أو الانهيار.
وعلى الرغم من قوة الاعتذار في تغيير مسار العلاقات إلى الأفضل، إلا أن الكثيرين ما زالوا يرفضون قول كلمة "آسف"، ربما بسبب الخوف أو العناد، أو لمجرد أنهم لا يعرفون كيف يعتذرون بطريقة صحيحة لإصلاح الضرر الذي تسببوا فيه.
مجلة "سايكولوجي توداي" تعرض لكِ كيف أن كلفة الاعتذار النفسية، أقل من كلفة العناد ومواصلة التشبث برأي أو موقف خاطئ
لماذا يعدّ الاعتذار مهما في علاقاتنا؟
عندما لا نعتذر، فإن هذا يعني ضياع فرص الاقتراب من الناس، وطاقة مهدرة في الاستياء، والهجوم المضاد، وتبرير سلوكنا باستمرار. والبديل هو أن نكون قادرين على رؤية أنفسنا والآخرين بصدق وواقعيين بشأن العيوب والأخطاء فينا وفيهم، والقبول بها. عندما نعتذر فإننا نقوم بعمل شجاع ومتواضع، بدلا من الشعور بالخجل والدفاع عن النفس.
الاعتذارات العلنية
تجذب الاعتذارات العلنية قدرا كبيرا من الاهتمام في وسائل الإعلام. والسبب هو أن هناك غريزة بشرية ترغب في رؤية إصلاح الضرر. نحن نحب رؤية الناس يضعون الأمور في نصابها، ويحلون المشاكل، ويطلبون العفو، كما نريد أن نرى من أخطأوا يتعرضون للعقاب، في الاعتذار العلني نحن نشاهد كلا النوعين من الطاقة.
الاعتذار ليس مجرد كلمة من طرف واحد
الاعتذار الحقيقي يتطلب جهدا من كلا الجانبين؛ فالاعتذار هو نوع من التوازن بين الإقرار بالذنب وقبول الطرف الآخر بهذا الإقرار والتعاطف مع المعتذر، فهي عملية مزدوجة.
إذا فشلنا في الاعتذار، هل نحاول مجددا؟
من الضروري أن يعرف الناس كيفية الاعتذار بصورة صحيحة؛ فالاعتذار الفاشل يمكن أن يسبب ضررا إضافيا، لكن في أي علاقة ملتزمة نريد أن تستمر، علينا التركيز على الجهد المبذول في الاعتذار، لا على الخطأ في طريقة الاعتذار، ومساعدة الشخص على أن يكون شريكا أفضل، وإذا كرر الاعتذار علينا القبول به والتسامح.
هل نعتذر حين نعتقد أننا لم نرتكب أي خطأ؟
نعلم جميعا أن الكل يخطئ، لكننا نعتقد أنه لا ينطبق علينا؛ لأننا نقاوم التفكير في أخطائنا. في العلاقات الطويلة الأمد غالبا ما يكون من المستحيل تحديد على من يقع الخطأ فعلا، وغالبا ما يتحمل كلا الطرفين جزءا من الخطأ. الإصرار على أن طرفا واحدا يتحمل الخطأ سيزيد من حدة الخلاف ولن يعمل على تحقيق الهدف من الاعتذار وزيادة التواصل.
لفتح صفحة جديدة يجب أن نحاسب أنفسنا أولا. يتطلب الأمر تغييرا في طريقة التفكير، وأن نكون أكثر تواضعا، صحيح أنه من الصعب القيام بذلك، لكنه يمكن أن يساعدنا في مواجهة أنفسنا.