منذ بدء انتشار الفيروس التاجي المستجد، أصبحت قفازات اللاتكس الزرقاء الزاهية والأقنعة البيضاء من أبرز النفايات التي تستمر في الظهور على الأرصفة المزدحمة، أو في مواقف السيارات في السوبرماركت، أو على جنبات الطرق.
وبالإضافة إلى كونها خطرًا بيولوجيًا، فإن الأقنعة والقفازات المستخدمة ليست قابلة لإعادة التدوير ولا قابلة للتحلل البيولوجي وقد وجدت طريقها إلى محيطاتنا المستنزفة بالفعل، حيث يحذر خبراء البيئة من أن الأقنعة والقفازات التي تستخدم لمرة واحدة تزيد من التلوث البلاستيكي الذي يهدد صحة محيطنا وحياتنا البحرية.
قال الدكتور تيل فيلبس بونداروف، مؤسس شركة "OceansAsia"M: "أقنعة الوجه مصنوعة من عدد من المواد المختلفة، لكنها غالبًا ما تحتوي على مواد بلاستيكية، مثل البولي بروبلين، وللتلوث البلاستيكي تأثير خطير على النظم البيئية والأنواع البحرية، وتقدر بعض المصادر أن أكثر من 8 ملايين قطعة بلاستيكية تدخل محيطاتنا يوميًا! وفي البيئة البحرية لا يختفي البلاستيك، بل ينقسم إلى قطع أصغر وأصغر (ميكروبلاستيك)، والتي تعيث فسادًا في البيئة والحيوانات. "
وأضاف: "تقع المسؤولية على عاتق الجميع للتقليل من انتشار النفايات البلاستيكية في المحيطات، وعلى المستوى الفردي أول خطوة لتحمل المسؤولية تبدأ بتقليل استهلاك البلاستيك قدر الإمكان، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعناصر غير الضرورية، كما ندعو الحكومات والشركات إلى بذل جهود للحد من استهلاك البلاستيك، وتوصي منظمة الصحة العالمية بإزالة الأقنعة بعناية والتخلص منها في حاوية مغلقة، ولكن قد تكون هناك إجراءات محلية إضافية، ويجب اتباعها ".
يشكل انتشار البلاستيك في البحار والمحيطات أيضا خطرا على صحة الإنسان حيث يصبح جزءا من سلسلته الغذائية، ويستهلك قرابة مليار شخص في جميع أنحاء العالم المأكولات البحرية كمصدر رئيسي للبروتين، وبعيدا عن الأقنعة والقفازات المستخدمة بشكل كبير في الفترة الحالية، أكدت احصائيات الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة أن ما لا يقل عن 8 ملايين طن من البلاستيك يتم رميه في المحيطات كل عام، وهو ما يمثل 80% من جميع النفايات.
في الولايات المتحدة ، بدأت ماريا ألغارا حملة إلكترونية في 23 مارس تحت هاشتاغ "#"TheGloveChallenge، حيث تطلب من الناس إرسال صور للقفازات المتناثرة في محيطهم وذلك كوسيلة لزيادة الوعي بالقضية.
وكجزء من الحملة، توصلت بـ 1800 صورة من القفازات البلاستيكية، ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن أيضًا في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا ونيوزيلندا، وقالت إن رمي القفازات مشكلة خطيرة تضر بالمحيطات والأراضي الجافة، مؤكدة أنها لا تسبب فقط خطرا على الحياة البرية ولكن أيضًا على الأشخاص الآخرين الذين يمكن أن يصابوا بالعدوى ، وعمال النظافة وغيرهم."
من جهة أخرى، ألهمت القفازات المرمية المصور البريطاني دان جيانوبولوس - الذي بدأ في توثيق معدات الحماية المهملة التي يجدها في نزهاته اليومية، وكتب جيانوبولوس في مقال مصور لهيئة الإذاعة البريطانية مؤخرًا: "كمصور ، خلال بداية الحجر الصحي، فكرت في طرق لتوثيق هذه الأوقات العصيبة من المنزل".
كما أعلنت حكومة الإمارات العربية المتحدة عن فرض غرامات باهظة على الأشخاص الذين يتخلصون من أقنعتهم أو قفازاتهم على جنبات الطرق وفي الأماكن العامة، وقالت شرطة أبوظبي في بيان عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماع، إنها ستفرض غرامة قدرها 1000 درهم على السائقين الذين يلقون القمامة على الطرقات من نوافذ سياراتهم أثناء القيادة.