عادت الطفلة دارينا شبلنجر، البالغة من العمر 6 سنوات، إلى مسقط رأسها روسيا لجمع شملها مع والدها بعد أن أجرت عمليةً جراحيةً ضخمة استغرقت 11 ساعة في مستشفى "جريت أورموند ستريت" بلندن.
وُلدت دارينا بنصفِ وجهٍ فقط، وهي تعاني من حالةٍ نادرة وربما تكون فريدةً من نوعها؛ إذ إنّها ولدت بلا شفاهٍ وبلا ذقن؛ ما جعل الأطفال الآخرين "يخافون منها"، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ميرور" البريطانية.
ووفقًا للصحيفة، عانت دارينا من مشاكل حادة في الأكل والكلام بسبب حالتها التي دفعت بعض أفراد الأسرة إلى التبرؤ منها، حتى أنَّ وزنها يشبهُ فتاةً عمرها عامٌ واحد.
وأوصى الأطباء الروس بمستشفى "جريت أورموند" على اعتبار أنّه المستشفى الوحيد في العالم الذي يمكنه إجراء عمليةٍ جراحيةٍ معقدة كتلك التي ستجريها دارينا، وأنَّ تكلفة العملية كانت 83 ألف دولارٍ في المرحلة الأولى تم دفعها عن طريق جمع الأموال في وطنها.
وفي مقطع فيديو، شوهد الجراحان؛ البروفيسور ديفيد دونواي، والدكتور نديم سعيد بعد لحظاتٍ من الانتهاء من الجراحة، وقال البروفيسور دونواي من وحدة جراحة الوجه في المستشفى: "لقد انتهينا الآن من عملية دارينا".
وأضاف: "كان يومًا طويلاً للغاية، وأعتقد أننا نعمل منذ 11 ساعة تقريبًا، ونحن سعداء جدًا بالطريقة التي سارت بها الأمور، مضيفًا أنّهم جعلوا لدارينا فكًا صغيرًا لطيفًا، وأدخلوا مزيدًا من الجلد في رقبتها".
عادت دارينا الآن إلى منزلها في منطقة كراسنويارسك بسيبيريا في الوقت الذي يبدأ فيه جمع التبرعات للمرحلة التالية التي ستشهد قيام جراحي "جرايت أورموند ستريت" ببناء الفك العلوي والشفتين.
وقالت والدتها إيلينا، البالغة من العمر47 عامًا، وهي تبكي من السعادة: "لقد تعلمت الضحك"، وأضافت: "أريد أن يتوقف الناس عن توجيه أصابع الاتهام إليها حتى لا تشعر بالتعاسة".
وتابعت إيلينا: "عندما ولدتها رفض الطاقم الطبي في البداية أن يعطيني إياها، لقد توسلت إليهم أن يظهروا لي ابنتي، لكن نظرت إلي الممرضة وسألتني: هل أنتِ مستعدةٌ لرؤيتها، ثم اقتربت ونظرت، ورأيت هذا الفم المفتوح على مصراعيه، سقطت وفقدت وعيي".
واختتمت حديثها: "بينما عانقها والدها للمرة الأولى منذ حزيران/يونيو قائلاً:أنت جميلة جدًا".
كما ذكرت صحيفة "سيبيريا تايمز" أنه في البداية كان يعتقد أن دارينا تعاني من متلازمة ناجر المنهكة، لكن اختباراتها الوراثية بينت أن حالتها فريدة وتسببها "طفرات تلقائية".