أكدت مصادر أمنية فلسطينية أن نتائج التحقيقات في قضية وفاة أو مقتل الفتاة الفلسطينية إسراء غريب لن يتم الإعلان عنها اليوم الخميس كما كان متوقعًا، مشيرة إلى أن التحقيقات ما زالت متواصلة لحساسية القضية.
وأوضحت المصادر الأمنية وفق ما نقلته وسائل إعلام فلسطينية أن النيابة تواصل توقيف ثلاثة أشخاص على ذمة القضية منهم شقيقها بهاء غريب، المتهم الأول، وزوج شقيقتها.
وأوضحت بأن أفراد عائلة إسراء خرجت بعد التحقيق معها، بينما تم الإبقاء على شقيقها بهاء وزوج شقيقتها كمتهمين أساسين في عملية القتل مبدئيًا بحسب اعترافاتهما الأولية.
في المقابل؛ دعت منظمات أهلية فلسطينية مناهضة للعنف ضد المرأة، النيابة العامة للالتزام بموعد إصدار نتائج التحقيق في قضية غريب، كما تم الإعلان عن ذلك من قبل النيابة، لافتة إلى أنها ستعقد مؤتمرًا صحفيًا بناء على نتائج التحقيق، اليوم الخميس الساعة الثالثة.
من جهته؛ فنّد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أسامة النجار رواية عائلة إسراء غريب بأنّها توفيت بـ"مسّ جن"، مشددًا على أن آثار كدمات واعتداءات ظهرت على جسم الفتاة حينما وصلت إلى المستشفى الذي أعلن وفاتها.
وأوضح النجار أن عائلة إسراء زعمت في التقرير الطبي الأولي أن ابنتهم سقطت من شرفة الطابق الثالث لمنزلها؛ ما أدى إلى كسور في العمود الفقري، وإسراء خرجت من المستشفى في الـ 13 من أغسطس الماضي على مسؤولية العائلة، وعادت إلى المستشفى جثة هامدة في الـ 22 من الشهر نفسه.
كما علق الناطق باسم الصحة الفلسطينية على صراخ إسراء في الفيديو المنتشر على مواقع التواصل، مؤكدًا أن الصراخ كان داخل المستشفى لكنه لم يكن بسبب الاعتادء عليها، لافتًا إلى أن الكادر الطبي توجه إلى غرفتها لمعرفة سبب صراخها، فتبين لهم أنه بسبب الحالة النفسية الصعبة التي كانت تعاني منها، والعائلة أخبرت الطبيب النفسي الذي عاينها أنها كانت تعاني من هذه الحالة منذ ثلاثة أيام.
وأكدت وزيرة شؤون المرأة، آمال حمد، أن الوزارة تتابع قضية الفتاة إسراء غريب في أكثر من اتجاه، مشيرة إلى أنها تتابعها من النيابة العامة ومع رئيسة حماية الأسرة بالنيابة.
وأضافت الوزيرة أن هناك اهتمامًا بالغًا بمتابعة كل تفاصيل القضية وملابساتها، لافتة: "ضغطنا باتجاه جدي وحقيقي من أجل أن يكون هناك تحقيق شفاف".
وأوضحت أنه سيتم إلقاء القبض على كل من عليه شبهة بقضية إسراء غريب؛ للوصول إلى مرتكبي الجريمة، مختتمة: "نحن بانتظار نتائج التحقيق، ونعمل على تعديل المنظومة القانونية".
وتزامنًا مع ذلك؛ تتواصل المظاهرات النسوية في مدينتي رام الله وبيت لحم المنددة لوفاة إسراء، ويطالبن بالحماية القانونية، حيث رفعت متظاهرات، لافتات كتب عليها "كلنا إسراء" و"لا أحتاج رقابتك .. ولايتك.. رعايتك.. شرفك".
وبحسب الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمؤسسات النسوية، فقد فارقت 18 فلسطينية على الأقل الحياة في 2019 على أيدي أفراد أسرهن الغاضبين من سلوك يعتقدون أنه يمس بشرفهم.
وكان أكد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أسامة النجار أن وزارة الصحة والمستشفى لم يعرفا السبب وراء حالة إسراء النفسية والهذيان الذي عانت منه عند وصولها.
كما أشار إلى أن الأطباء صدّقوا رواية الأهل، التي أكدت أن الكسور والكدمات التي عانت منها ابنتهم كان سببها سقوطها من شرفة المنزل، وبناء على هذه الإدعاءات لم يبلغ المستشفى الشرطة.
يذكر أن إسراء غريب رحلت يوم الخميس الماضي، وسط تضارب الأنباء حول سبب وفاتها الحقيقي، أولها اتهامات وُجّهت لعائلتها بقتلها إثر خروجها مع شاب لتتعرف عليه أكثر بعدما تقدم لخطبتها، والأخرى نفي العائلة موضحة أن الوفاة ناتجة عن سكتة دماغية، وأنها كانت "ملبوسة" بمس جن.