تغيير مرحلة المراهقة إلى عمر 24 عامًا.. إليك التبريرات العلمية!
تغيير مرحلة المراهقة إلى عمر 24 عامًا.. إليك التبريرات العلمية!تغيير مرحلة المراهقة إلى عمر 24 عامًا.. إليك التبريرات العلمية!

تغيير مرحلة المراهقة إلى عمر 24 عامًا.. إليك التبريرات العلمية!

في الوقت الذي  يجرى فيه، بالعديد من دول العالم، تخفيض السن القانونية للانتخاب وللمسؤولية الاجتماعية، تظهر الآن نظريات علمية وتربوية ترفع  سن المراهقة إلى  24 عاما، وتعطي  لذلك تبريرات مخبرية.

وفي التفاصيل أعلنت لجنة بحث  تشكلت في مختبرات رويال هوسبيتال  الأسترالية أنها قامت بدراسة علمية توصلت بنتيجتها إلى ضرورة رفع سن المراهقة  لدى الفتيات والفتيان إلى 24 عاما وذلك استنادا إلى جملة معطيات فسيولوجية واجتماعية .


فالركود الاقتصادي جعل خريجي الجامعات يرغبون في تأجيل القرارات التي عادة ما يتخذها الكبار، مثل الزواج وشراء منزل، وأدى ضعف الاقتصاد وزيادة المساواة بين الجنسين إلى تأخير سن الزواج لكثير من الشابات والشبان، وبالتالي تأخير إنجاب الأطفال، ومن المعروف أن وجود طفل من شأنه أن يجعل الشخص يكبر وينضج بسرعة.

المفاجئ في كل الدراسات هو وجود عنصر يتفق عليه معظم الباحثين كسبب رئيس في هذا التأخير وهو ارتفاع نسبة المراهقين الذين يمتلكون الهواتف الذكية. فانتشار هذه الهواتف بين المراهقين يجعلهم يمضون جزءا كبيرا من حياتهم على الإنترنت، ما يفسر الانخفاض الكبير في حياتهم الاجتماعية خارج منازلهم. مثلا لماذا يخرج للقاء الأصدقاء إذا كان بإمكانه رؤيتهم عبر الهاتف وهو يجلس براحة على الأريكة؟

 ولا تغفل الدراسة الإشارة إلى انه لحسن الحظ، فإن هناك بعض الفوائد لهذه الحالة من المراهقة الممتدة. فقد أصبح الأطفال يبدأون بممارسة سلوكيات البالغين المحفوفة بالمخاطر في وقت متأخر من حياتهم، ما أدى إلى تعرضهم لمخاطر أقل من حوادث السيارات مثلا.

من ناحية أخرى، هناك امتيازات بيولوجية فعلية من هذا التأخر في النضج العاطفي، كما تقول الدراسة. فخلال سنوات المراهقة يكون الدماغ في غاية المرونة، ولديه قدرة أكبر على التعلم ومعالجة المعلومات والتكيف مع التغيير، لكن بمجرد أن يصل الدماغ إلى مرحلة البلوغ، يصبح تركيزه على التحكم بالدوافع والكفاءة، وهذا يجعل البالغين يميلون إلى اتخاذ قرارات أكثر عقلانية ومحسوبة المخاطر أكثر من المراهقين. وقد أظهرت الدراسات أن تأخير معالم مرحلة البلوغ يمكن أن يؤدي إلى مرونة أكثر في الدماغ لذلك يمكن للمراهق أن يتعلم أسهل في بداية العشرينيات؛ ما يعطيه مزيدا من الوقت للحصول على معلومات جديدة والاحتفاظ بها.

وتخلص الدراسة العلمية إلى أنه مع تغير مرحلة المراهقة، فمن الحكمة أن يتكيف المجتمع أيضا مع هذا التغيير. فإعطاء الشباب مزيدا من الوقت للنضج سيؤدي في النهاية إلى مزيد من البالغين المستقرين عاطفيا وماديا.

logo
فوشيا
www.foochia.com