في الواقع، تعدّ الخلافات في بيئة العمل أمر طبيعي بين الموظفين، نظراً لتنوّع شخصياتهم واختلاف آرائهم وعاداتهم ومبادئهم وأفكارهم، وتواجدهم لمدة طويلة في مكان وزمان واحد لتحقيق أهداف المؤسسة.
ونتيجة لذلك، تظهر سلوكياتهم التي تكون في أغلبها عدائية؛ فكلما زاد الاحتكاك الوظيفي بينهم اكتشفوا بعضهم أكثر، وبانت لهم نقاط القوة من الضعف، ثم البدء برحلة البحث عن "الأنا الشخصية"، التي تسبب الصراع والعداء الوظيفي بينهم.
فلماذا يظهر العداء بين الموظفين؟
بيّن مستشار الإدارة والتسويق وتطوير الأعمال حسام جبر لموقع "فوشيا" أن هناك أسباباً جوهرية تخلق العداء بين الموظفين وتؤثر سلباً على المنظمة منها:
فرق تسد
اعتماد "سياسة فرّق تسُد" التي تتبعها المنظمة: فبدلاً من أن تعزز العمل والمنافسة الشريفة ضمن الفريق الواحد، تلجأ إلى تعزيز الاختلاف بين الموظفين كي تحصل على أداء أفضل، وهذا الخلل ستدفع ثمنه باهظاً؛ لما تشكله هذه البيئة العدائية من خطر على مصالحها.
المنافسة غير الشريفة
يسعى بعض العاملين إلى تحقيق مصالحهم الشخصية والمهنية وإثبات الأفضلية، ما يخلق العداء بينهم، مبتعدين عن اتباع أخلاقيات العمل واحترام التعاون بينهم حسب قوانين ومساحات العمل المتاحة لتحقيق الذات من دون صراعات هم في غنى عنها.
فالعداء الوظيفي يستهلك كمية هائلة من الطاقة البشرية، التي يمكن توفيرها في التركيز على تحسين الأداء المستمر لمهارات الموظفين، بدلاً من تضييعها في إيذاء النفس والآخرين.
كيف تتعامل مع العداء الوظيفي؟
نصح المستشار جبر الموظف الذي بينه وبين الآخرين عداوة باتباع هذه الخطوات:
البحث عن نقاط الالتقاء معهم: بلا شك أن البحث عن النقاط المشتركة في الأفكار أو السلوك ستصنع معجزة في تحويل العداوة إلى صداقة.
منح الغير فرصة للتقدم والتنافس معه منافسة شريفة: ضمن قواعد المهنية والعمل، وإن تفوقَوا عليك فهم من بذلوا جهداً أكبر، وإن تقدمتَ عليهم فأنت جدير بذلك.
قدِّم لهم مساعدة من دون مقابل: سيشعرون بالعرفان وسيقابلونك بالمثل مع تكرار المحاولة .
العداء سلوك سلبي بشع، والتوافق والتكامل الإنساني قوة لا مثيل لها، وفي العداء تنافر وضعف وهلاك نفسي وشخصي واجتماعي، لذلك، كن إيجابياً وتجاهل من يسعون للعداء معك، فأنت الأقوى.