قليلون من يتحكمون بعواطفهم ويقدرون على كتمانها وعدم البوح بها، فذلك يحتاج إلى مقدرة من نوع خاص، لا يمتلكها إلا شخص متمكن يعرف كيف يتحكم بانفعالاته فلا يطلع غيره عليها، إلا في الوقت الذي يريده وبالطريقة التي يحددها.
جميعنا يعاني من ردود الفعل العاطفية المقترنة بانفعالات خاطئة قد تفقدنا أقرب الناس إلى قلوبنا، ويصبح المرء فريسة لصراعات داخلية نتائجها الندم والحسرة.
التحكم بالعواطف مسألة شائكة لا يتسع المقام لحصرها، ولكننا جمعنا لك النقاط الرئيسية التي تتخذينها منهجاً تعتمدين عليه لإدارة مشاعرك والتحكم بعواطفك، وفقاً لما ورد في مجلة "سيكولوجي توداي" المهتمة بالنواحي النفسية والإنسانية.
ولأننا عرضة للتحديات والتفاعل مع الأحداث اليومية من حولنا، والتي تضعنا تحت ضغط يؤثر بالسلب على أعصابنا ومزاجنا وبالتالي تعاملنا مع الآخرين، ينعكس شعورنا بالقلق والخوف على إدارتنا للغة الحوار، بحيث نتصرف بطريقة لا تليق بنا أو بقيمنا ومبادئنا؛ ما يترتب عليه عواقب وخيمة تضر بنا وبمن حولنا.
عند التعامل مع أفعال المحيطين بك لا تجعلي شغلك الشاغل معرفة المسؤول عن إثارة مشاعرك، أو تساؤلك هل هم من أخرجوك عن شعورك أم أنت من تسرعت بالرد وكان عليك التفكير مليا قبل التلفظ بالكلمات.
واتفق بعض الخبراء على السلوكيات السائدة عند التخلي عن المشاعر السلبية والاستعاضة عنها بمشاعر إيجابية، بينما يقول خبراء آخرون: لا تسكب الجليد على النار وتسأل عن النتيجة"!! بما يعني أن السلوك السلبي ما هو إلا نتيجة طبيعية للمواقف السلبية.
لذا علينا معرفة بعض الفروق الهامة التي تساعدنا على التحكم بعواطفنا.. ومنها:
لا نستطيع التحكم بمشاعرنا
فلسنا بالآلة التي يتم تشغيلها "بالريموت كنترول" ولا يقدر أي شخص أن يوقف ردود أفعاله التي هي وليدة الموقف، أو حتى يستبعدها لبعض الوقت فهي جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية، فضلاً عن التزام هذا الشخص بقيم ومبادئ تربى عليها وهي تزيد من حجم التحديات التي يواجهها.
لا يمكننا تصنيف المشاعر
فهذه إيجابية وتلك سلبية والدماغ هو من يقوم بذلك، وبناءً عليه يحدد رد الفعل تجاه الموقف، وفي حالة شعر الدماغ بالخطر يتأهب بكل قوته للتصدي له، وهي عملية دفاعية بالفطرة، أما إذا صنفنا مشاعرنا وفقاً لعملية حسابية بحتة فستخلق العديد من المشاكل منها قمع المشاعر السلبية، وبالتالي نتعود على المقاومة المستمرة ونكون دائماً في وضع الدفاع لا الهجوم..
إذاً ما هو البديل؟
إذا استطعنا أن نتعرض لمجموعة كاملة من المشاعر الإنسانية دون أن نصنفها لإيجابية وسلبية، فإن النتيجة هي التحرر التام من تحكم مشاعرنا بأفعالنا.
لابد من وضوحك التام مع النفس والتعامل معها بشفافية وصدق، فمشاعرك ما هي إلا نتاج أفعال قام بها آخرون، قد تبدو هذه النقطة دلالية ولكنها ليست كذلك؛ لأن عواطفنا ومشاعرنا ليست جزءاً أصيلاً من شخصيتنا، وإنما تنشأ بفعل المواقف والظروف فعليك التفرقة بين مشاعرك وسلوكك.
لا يمنعك التفكير أو الشعور من اتخاذ قرارات بعينها، فالتفكير سهل والمهم التنفيذ. مثال على ذلك، هناك فرق كبير بين أن تقولي "أنا خائفة ولا أقوى على الكلام" بينما الأكثر دقة أن تقولي " أنا خائفة ولكني أفضل السكوت" بهذه الطريقة تتمكنين من مراقبة عواطفك وتشعرين بالقوة، وبدورها تحدد المسافة المناسبة بين القيم والالتزامات وبين ردود الفعل التي تختارينها.
الخلاصة: لا نستطيع اختيار عواطفنا أو مشاعرنا ولكن يمكننا أن نختار كيف نستجيب لها.
وبذلك نصل لأعلى درجات المسؤولية التي تمدنا بالقوة لمواجهة الانفعالات والتحكم بها، ولا نتركها تتحكم بنا بمنهج عقلي متزن وبذلك نكون قد امتلكنا مفاتيح القوة العقلية التي لا يمتلكها الكثيرون من البشر.