منوعات

8 يونيو 2016

تبيع "البغرير المغربي" لكسب قوتها في رمضان

كثيراً ما يشهد دخول شهر رمضان في المغرب ازدهار بعض أعمال التجارة غير النظامية والمؤقتة، لكنها تكون مصدر عيش رئيسي للعديد من العائلات البسيطة ومحدودي الدخل. وأكثر من يستغل هذه الفرصة هن ربات البيوت لبيع المواد الغذائية كثيرة الاستهلاك في رمضان وخاصة في الأحياء السكنية لتلبية طلبات الزبناء لهذا الشهر الكريم.
قبل ساعات قليلة من آذان المغرب، تمتلئ الشوارع بالمتسوقين وتنتشر "البسطات" على جوانب الطرقات لعرض ما لذّ وطاب من الأطباق الرمضانية الشهية والحلويات المعسلة بمختلف أنواعها والتمور والوجبات السريعة والمعجنات المتنوعة مثل "المسمّن" و"الرزيزة" التي يكثر الطلب عليها خلال شهر رمضان. والأكثر شهرة ومبيعا في رمضان هو ما يُعرف محليا بـمعجنات "البغرير" حيث تتنافس البائعات على تحضير أجود النوعيات لاستقطاب شهية الزبناء، وهو عبارة عن خبز خفيف يشبه عجينة القطايف يتم إعداده من السميد ويتم تناوله بالسمن والعسل.
وتلجأ العديد من السيدات من الطبقة الفقيرة لمزاولة هذه التجارة الموسمية خلال شهر رمضان وخاصة الأرامل والمطلقات واللواتي لا يتوفرن على دخل مادي قار رغبة منهن في إعالة أسرهن ومساعدة أطفالهن على مصاريف الدراسة.
وتقول السيدة خديجة "بائعة البغرير" التي احتلت نفس المكان في السوق الشعبي على مدى 6 سنوات: "أبيع البغرير منذ سنوات وأستيقظ على الساعة 5 صباحاً لإعداد المعجنات التي ستكفي لليوم. الأمر يستدعي الكثير من الصبر والوقت لكنني في النهاية أشعر بالفخر للثقة الكبيرة التي اكتسبتها من زبنائي، فهم يحبون ما أعرضه من معجنات لأنها عالية الجودة ومضمونة صحياً وتناسب أذواقهم، لذا فهم يأتون إلي كل رمضان لشراء ما يحتاجونه".
وتتحدث خديجة عن نوعية زبنائها: "تتجه العديد من النساء العاملات اليوم وبسبب انشغالهن في العمل أو رغبة منهن في التخفيف من الأعباء المنزلية، إلى شراء الفطائر والمعجنات الجاهزة، لذا فإن كل الكميات التي أعدها يومياً تنفذ بسرعة .وأنا أحاول قدر الإمكان أن ألبي رغبات جميع زبنائي في هذا الشهر الفضيل".
لكن رغم ذلك تبقى هذه المهنة عملاً مؤقتاً لا تتجاوز الشهر بالنسبة لخديجة والعديد من النساء اللواتي يعانين من نفس الظروف الاجتماعية، إلى جانب استفادتهن من بعض المناسبات الأخرى مثل عيد الفطر وعيد الأضحى التي تنشط فيها هاته التجارة.