شهر رمضان هو الأغلى على قلوب المسلمين، حيثُ أنّهم مرتبطون به روحيّاً، لذا فهم يحتفلون بهذا الشهر دون أصحاب الديانات الأخرى، ويكثّفون العبادات والصّدقات إلى جانب فريضة الصّوم المرتبطة به بشكلٍ خاص، ولذلك فمن المستحبّ على غير المسلمين مراعاة مشاعر إخوتهم في الإنسانيّة، كما يجب على المسلمين التمسك بآداب هذه الفريضة الإسلاميّة، واعتماد السلوك الجيد مع الآخرين، لإظهار الصّورة المشرقة للأخلاق الإسلامية.
ولذلك فهناك إتيكيت خاص بشهر رمضان، يختلف عن الحياة اليوميّة في باقي الأشهر، وهو ينطبق على المسلمين من جهة وعلى غيرهم من جهةٍ أخرى.
الإتيكيت الخاص بغير المسلمين
فلو كنتم من غير المسلمين، أو مسلمين من غير الصّائمين، فمن أصول الإتيكيت أن تحاولوا مراعاة الصّائمين، بتجنّب تناول الطعام والتدخين بجوارهم احتراماً لصيامهم.
ويُفضّل في الشّهر الكريم لغير المسلمين أن يحاولوا ارتداء ملابس محتشمة إلى حدٍّ ما، واجتناب سماع الموسيقا العالية بجانب المصلّين في المسجد إلى أن ينتهوا من صلاتهم، مع الانتباه إلى تجنّب استفزاز الصائمين بشكل أو بآخر.
الإتيكيت الخاص بالمسلمين
تُعتبر الزكاة سواءٌ بالتصدّق بالأموال أو بعمل موائد الإفطار للصائمين الفقراء، من أجمل وأرقى المشاعر الإنسانية التي يكثرُ منها المسلمون في هذا الشهر، ولكن عند القيام بها يجب أن يكون من باب فعل الخير والإحساس بالآخرين، وليس على سبيل التباهي.
الإتيكيت الخاص بدعوة الإفطار
عند تلقّيكِ لدعوة إفطار، كوني حريصةً عزيزتي على الالتزام بموعد الدعوة، فحاولي أن لا تصلي قبل الوقت بكثير، حتى يتسنى لربة المنزل استكمال التجهيزات وتحضير المائدة، ولا تتأخري عن الموعد المحدد أيضاً، حتى لايبرد الطعام وتضطر ربة المنزل إلى تسخينه مرةً أخرى، مما يكون سبباً في تأجيل موعد الإفطار، مع الانتباه إلى توجيه الشكر لربة المنزل ومديح مذاق أطعمتها، التي بذلت جهداً كبيراً في إعدادها.
وعندما تكونين صاحبة الدّعوة، فينبغي عليكِ إعطاء الأولويّة للأهل أولاً ثمَّ الأصدقاء والمعارف ثانياً، حيث جرت العادة أن يكون الأسبوع الأول مخصّصاً لدعوة أفراد العائلة لتعزيز أواصر المحبّة، وتحقيق المبدأ الإسلامي بصلة الرّحم، ولا تنسي توجيه الدعوة قبل أسبوع أو أربعة أيام لإعطاء الفرصة للضيوف لتحديد أجندتهم وتجنّب تضارب المواعيد، وبالمقابل فينبغي على المدعو تقديم الاعتذار قبل يومين على الأقل، في حال توافق الدعوة مع أخرى في نفس اليوم.
إذا كان عدد المدعوين يفوق عدد الكراسي على منضدة الطعام، يمكنكِ الاستعانة بمنضدة صغيرة مساعدة، ويمكن الاعتماد على نظام الأوبن بوفيه، والذي يوفّر أطباقاً، مع الانتباه إلى مساعدة كبار السنّ بعد سؤالهم عما يفضّلون تناوله، ووضع الحلويات على منضدة مجاورة، لتقديمها بعد الإفطار.
واخيراً عزيزتي تجنبي الخروج المباشر بعد الانتهاء من الطعام، بل احرصي على البقاء فترة من الزمن لتبادل الأحاديث مع أصحاب الدّعوة، ولكن دون الإطالة لمنح فرصة لربة المنزل بأخذ قسط من الراحة بعد عناء يوم من التحضير للمأدبة.
وعند رحيلك توجهي بالشكر والامتنان لما قدمته ربة المنزل، للجميع على الدعوة اللطيفة والوقت الممتع، ولاتنسي توجيه الدعوة لهم للإفطار في منزلك في يوم آخر.