تصدر قصر البارون إمبان محركات البحث عقب انهيار المسرح أثناء حفلة غنائية؛ ما تسبب بوقوع إصابات بين الجمهور.
كان الفنان الذي قيل في البداية إنه تامر حسني قبل أن ينفي الأخير، يستعد لإحياء حفله الجماهيري، مساء السبت، في قصر البارون، لكن الحدث المنتظر تحوّل فجأة إلى لحظة مؤلمة بعد وقوع الانهيار المروع الذي أدى إلى إصابات في صفوف الحضور، ما اضطر المنظمين إلى إلغاء الحفل حرصًا على سلامة الجميع.
ووقع الحادث قبل دقائق من صعود الفنان إلى المسرح، حيث انهار هيكل معدني ضخم يحمل شاشات إضاءة وسقط على عدد من الجماهير؛ مما تسبب في إصابة ما لا يقل عن 15 شخصًا، وُصفت بعض الحالات بأنها خطيرة.
قصر البارون إمبان هو واحد من أشهر القصور التاريخية في مصر والعالم، يتمتع بتصميم معماري فريد، وتاريخ حافل، وأجواء يلفها الغموض والأساطير.
ويقع في قلب مصر الجديدة بالقاهرة، ويعد شاهدًا حيًّا على رؤية طموحة جمعت بين الفن والثقافة والتكنولوجيا في أوائل القرن العشرين.
البارون إدوارد إمبان كان مهندسًا ورجل أعمال بلجيكيًّا، جاء إلى مصر بعد نجاحه في مشروعات كبرى حول العالم.
عشق القاهرة وأراد تأسيس حي حديث على الطراز الأوروبي، فكان حي "هليوبوليس" أو "مصر الجديدة"، وبنى لنفسه قصرًا أسطوريًّا وسط الصحراء، ليكون مقر إقامته.
يقع القصر في شارع العروبة بحي مصر الجديدة، أحد أرقى أحياء القاهرة، على مقربة من كنيسة البازيليك التي دفن فيها البارون نفسه. شُيّد على مرتفع يتيح رؤية بانورامية، وكان جزءًا من تخطيط عمراني حديث للمنطقة.
تاريخ البناء: بدأ بناء القصر عام 1907، واكتمل عام 1911.
المهندس المعماري: ألكسندر مارسيل (فرنسي).
مصمم الديكور الداخلي: جورج لويس كلود.
استُخدمت في البناء مواد مستوردة من أوروبا والهند، بما يعكس الرؤية العالمية للبارون.
القصر مستوحى من الطراز الهندوسي الأوروبي، حيث دمج بين الزخارف الهندية والمعابد الكمبودية من أنغكور وات، مع لمسات أوروبية كلاسيكية. يتميز القصر: بالتماثيل الغريبة، منها الراقصات والحيوانات الأسطورية، كما يتميز بشرفات واسعة وأعمدة منحوته بدقة، إضافة إلى برج دائري كان يدور 360 درجة ليراقب البارون حركة الشمس.
يتكوّن القصر من طابقين رئيسيين وقبو، ويضم عددًا من الغرف الفسيحة ذات الأسقف العالية والديكورات الغنية. ومن أبرز سماته الداخلية: الأرضيات التي تتميز رخام وفسيفساء إيطالية دقيقة.
إضافة إلى ذلك تتميز نوافذ القصر بالزجاج الملون المستورد من بلجيكا تعكس ضوء الشمس بطريقة ساحرة.
كما تتميز السلالم بشكلها الحلزوني الطراز وتؤدي إلى البرج والسطح، أما السرداب فيحتوي على ممرات يُشاع أنها كانت تصل إلى كنيسة البازيليك المجاورة.
من المفاجآت الفريدة في تصميم القصر وجود مسرح خاص صغير داخل المبنى، صُمم هذا المسرح على الطراز الأوروبي الكلاسيكي، وكان يُستخدم في استضافة عروض موسيقية وأوبرالية خاصة حضرها ضيوف البارون من النخبة الأوروبية والمصرية.
تميز المسرح بمقاعد فاخرة، ومنصة أداء، ونظام صوتي جيد نسبيًّا لفترة بنائه؛ يعكس المسرح ذوق البارون الرفيع واهتمامه بالثقافة والفنون الراقية، ويضفي بُعدًا اجتماعيًّا راقيًّا على حياة القصر.
بعد وفاة البارون عام 1929، تغيرت ملكية القصر عدة مرات، ومرّ بفترات طويلة من الإهمال؛ أُغلق أمام الجمهور وتحول تدريجيًّا إلى مبنى مهجور؛ مما عزز القصص الغامضة حوله.
بدأت أعمال الترميم الجادة في عام 2017 تحت إشراف وزارة السياحة والآثار المصرية، وبلغت تكلفة الترميم أكثر من 100 مليون جنيه مصري، وأعيد افتتاح القصر رسميًّا للجمهور في يونيو/حزيران 2020 كمتحف ثقافي وتاريخي.
يضم القصر الآن معروضات نادرة تحكي قصة حي مصر الجديدة، وصورًا ووثائق أصلية للبارون، بالإضافة إلى قطع أثاث أصلية من القصر.
أصبح القصر من المعالم السياحية المهمة في القاهرة، ويُنظَّم به جولات سياحية منتظمة، ومعارض فنية وثقافية؛ ويستهوي الزوار من محبي التاريخ والعمارة والأساطير الغامضة.