لم تثبت المرأة وجودها فحسب في ميادين الأعمال، بل باتت تتفوق على الرجال أحياناً، على الرغم من أن نجاحاتها في دنيا التجارة والبزنس لاتحظى بالاهتمام الذي تستحقه دائماً، عند العرب أو غيرهم.
وأفادت دراسات أمريكية جديدة أن المرأة أكثر مهارة وفعالية من الرجل في إطلاق مشاريع صغيرة ومتوسطة. فعلى سبيل المثال، أورد تقرير "مسح مكتب الإحصاء" الأمريكي أن 43% من سيدات الأعمال ينفقن أقل من 10 آلاف دولار للبدء في مشروع جديد، بينما بلغت نسبة الرجال الذين قالوا أنهم يصرفون نفس المبلغ على مشروع جديد، مجرد 38%.
فرص عمل أكثر
وعلاوة على ذلك، كشف التقرير عن أن النساء ليسوا أكثر اقتصاداً في البزنس الصغيرة والمتوسطة، بل يوفرن ايضاً فرص عمل أكثر مما يوفره الرجال.
وأظهر تقرير آخر بعنوان "راصد ريادة الأعمال العالمية لعام 2015" الأمريكي الذي ساهم في إعداده أكاديميون، أن كلفة إنشاء مشروع تجاري متوسط الحجم، تبلغ 17500 دولار، في حال لم تكن هناك امرأة على رأس فريق إطلاق المشروع وإدارة عمليات إقامته الأولية.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد إجراء مسح لـ 5944 مشروعاً أقيم خلال العام الماضي. إذ وجدوا أن الرجال احتاجوا إلى 20 ألف دولار لإطلاق المشاريع التي كلفوا بالاشراف عليها، فيما لم تنفق الغالبية الساحقة للنساء أكثر من 10 آلاف دولار على مشاريعهن.
نقطة البدء
أما أسباب هذا التباين، فهي ما تزال موضع دراسة. لكن الباحثين المعنيين قدموا جملة من الأفكار التي قد تساهم في إلقاء الضوء على تلك الاسباب. ورأوا أن ثقة المرأة بنفسها بأنها تستطيع إطلاق بزنس ما بنجاح قد يعينها على تقليص الكلفة والاستفادة من كل الموارد والامكانات المتوفرة لها استفادة حكيمة ودقيقة.
ووجد الباحثون أن المرأة تبدأ عملية الإعداد للمشروع بالتفكير بالمستهلك العادي، والإنطلاق من رغبات وحاجات المستهلك أولاً يقلل نسبياً من الصعوبات التي تعترض إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة. وفي المقابل، ينطلق الرجال غالباً في أعمالهم مما تحتاجه مشاريع وشركات أخرى، ويسعون إلى تقديم خدمات من نوع أو آخر لهذه الشركات، الأمر الذي يرفع الكلفة.