فنانة مميزة استطاعت أن تترك بصمة كبيرة من خلال أعمالها الفنية على مدار مشوارها الفني، تعشق المغامرة والتحدي وهو ما تؤكده دائمًا اختياراتها الفنية، والتي كان أحدثها فيلمها الجديد "ماكو" الذي يعد تجربة فريدة من نوعها في السينما العربية.
وعن تجربتها الجديدة هذه، تحدثت النجمة المصرية، بسمة، لـ"فوشيا"، عن مغامرة فيلم "ماكو"، وحقيقة انسحابها من العمل قبل التصوير، كما كشفت عن الوجه الآخر لها بعيدًا عن الأضواء وسر رشاقتها الملحوظة.
تجربة ممتعة للغاية، وكان لدي شعور كبير بأنه سيحقق شيئًا ما، ولم أقصد الإيرادات فقط، ولكن بسبب فكرته التي تعتبر جريئة ومختلفة وعكس السائد. ولهذا، كنت أنتظر طرحه في السينما بفارغ الصبر، وسعيدة بردود أفعال الجمهور عن العمل الذي اعتبره بمثابة مغامرة كبيرة، وتجربة مختلفة بالنسبة لي.
في الحقيقة، منذ صغرى وأنا أتميز بالهدوء الشديد، ولكنني أحب المغامرة والتجربة وتعلم أشياء جديدة أيضًا، وبالفعل، تحقق ذلك بشكل كبير من خلال مهنة التمثيل، ورغبتي في تقديم تجارب مختلفة، وتقديم أدوار عكس شخصيتي، وأيضًا أعمال مختلفة بعيدًا عن السائد، إذ تمنحني كل شخصية أقدمها من خبراتها ومن أحاسيسها، وهذا يجعلني في فترة تجسيدي لها أعيش حياتها هي، وهذا بالفعل أمر ممتع.
الفيلم تدور أحداثه تحت الماء وعن سمك القرش، وأنا لدي فوبيا شديدة من الأمرين، وهذا كان صعبًا بالنسبة لي بشكل عام. أما عن أصعب المواقف التي تعرضت لها، فكان قبل التصوير وأثناء البروفة على مرحلة التعامل تحت الماء، وفي هذه اللحظة لم أتمالك أعصابي وأصبت بحالة هلع شديدة والرهبة والاختناق وكأني أموت، وهذا جعلني أتراجع عن المشاركة في الفيلم، وأخبرتهم في اللحظة نفسها، أنني منسحبة من العمل، وعليهم أن يبحثوا عن ممثلة أخرى، وبصراحة شديدة في مقابل ذلك، وجدت تمسكاً كبيرًا من فريق العمل بي، بحيث كانوا داعمين لي وتحملوني كثيرًا، حتى تجاوزت هذه المرحلة.
أود أن أوضح أنه كانت هناك فترة تدريبات طويلة على الغطس، استمرت لشهور، وهذا نجح في أن يسهل الأمر كثيراً، إضافة إلى أنه كانت هناك أيضًا، بروفات عديدة على الأرض، ولكن بالفعل، التصوير تحت الماء مختلف وصعب، خصوصًا أنه من الممكن أن تحدث أشياء غير متوقعة، وكل ما ذكرته سهل الأمور إلى حد ما.
لم أفكر في ذلك ولم استعن بدوبليرة، خاصة أن المشاهد رغم صعوبتها إلا أنه من الصعب أن يحل أخر مكان الفنان، لأنه كان سيفقدها المصداقية وكانت ستخرج بالشكل غير المطلوب، وهذا ما جعلنا نخضع لتدريبات وبروفات طويلة. وفي النهاية، رغم كونها كانت تجربة صعبة لكنها مختلفة.
بصراحة لا توجد أي مقارنة، ولا نخشى من ذلك لأننا قدمنا عملًا يشبهنا كعرب، وليس شبه أحد آخر، واجتهدنا وبذلنا مجهودًا كبيرًا ليخرج الفيلم للنور بالشكل الذي يليق به وبنا، ومن يشاهد العمل سوف يلمس ذلك.
هذا أمر مستحيل، لأن السينما لها سحر خاص، وطقوس ممتعة وتعد أشبه بنزهة خاصة، إضافة لسحر مشاهدة الفيلم في القاعات، كل هذا لا يمكن أن تغني عنه المنصات الرقمية أو تحققه، فالأخيرة خطوة جيدة لفتح سوق جديد في الدراما للأعمال القصيرة، وأيضًا لعرض الأعمال بعد رفعها من دور السينما.
لم أندم على ذلك، كما أن عدم الاستمرار فيها كان من اختياري، لأسباب خاصة مرتبطة بالأمومة التي كانت لديها الأولوية عندي، كما أن فرصة تواجد ممثلة عربية في عمل أمريكي مقيدة ومحدودة، وهذا ليس حلمي في الفن. وفي النهاية، استفدت كثيرًا من التجربة.
الأمومة هي أعظم شيء في الوجود وغيرت حياتي كلها، إذ جعلتني شخصًا جديدًا، لأنني أصبحت على سبيل المثال مسؤولة عن شخص آخر هي ابنتي "نادية" التي هي حاليًا كل حياتي، فكنت قبلها ليس لدي أي اهتمام سوى بنفسي وليس لدي طقوس محددة، وبوجودها في حياتي أصبحت أكثر تنظيمًا وأحسب كل خطوة من أجلها هي فقط.
الصراحة الشديدة، هي أهم شيء أحرص على غرسه في ابنتي، وأن لا تلجأ أبدًا للكذب، وأن تكون متسقة مع نفسها.
أهتم دائما بنوعية الطعام الذي أتناوله وأن يكون إلى حد ما صحيًا، إلى جانب الحركة. ومؤخرًا، لجأت لخبير تغذية ليساعدني في إنقاص وزني والعودة إلى ما كنت عليه، بعدما شعرت بزيادة وزني عن السابق.
لا يوجد شيء مستحيل، ومن الممكن أن أخوض التجربة من جديد، ويتوقف ذلك على وجود برنامج قوي يقدم فكرة جديدة تجذبني وتحمسني على هذه الخطوة، كما أن كثيرًا من الفنانين يقدمون البرامج حاليًا، ولا يوجد أي تعارض بين التمثيل والبرامج.