تسيطر عليكِ الرغبة لترك الانطباع الجيد لدى الآخرين أثناء مقابلة للعمل أو عند لقاء أشخاص لأول مرة، طبيعي ومن حقكِ أن تحاولي نقل صفات الثقة والكفاءة، وأن تضمني النجاح.
لكن ضمان النجاح في توصيلك لهذه الرسالة ليس أمرا مفروغا منه، بل له شروط ومواصفات عرضتها الدكتورة الأخصائية النفسية والإكلينيكية فينيتا ميهتا لموقع علم النفس اليوم "سيكولوجي توداي".
وتشير ميهيتا إلى دراسة حديثة أوردت 4 أمور قالت إنها تدمر الانطباع الأول والدفء الذي يصاحبه، وهو ما يرسخ في ذهن المتلقي ومن الصعب للغاية أن يتغير مهما حاولتِ.
وأظهرت هذه الدراسة التي كانت بقيادة عالمة النفس جانينا شتاينميتز من جامعة أوتريخت أن هناك عاملين يتحكمان في هذه القضية أولهما الفشل في التنبؤ برد الفعل العاطفي للمتلقي وهذا ليس بالأمر السهل. والثاني هو النرجسية حيث يعتقد النرجسيون أنهم متفوقون ويقللون من شأن الآخرين ويفشلون بالتعاطف أو حتى بتبني وجهات نظرهم.
ويؤكد المؤلفون أن تفاقم الفشل بسبب النرجسية يساهم في أربع آليّات تؤدي إلى سوء تقديم الانطباع، ومن أهم أوصاف النرجسية الكبرياء المتمثلة بتعظيم الذات، وهو الذي يترك أسوأ انطباع لدى الآخرين.
ولتوضيح هذا الأمر اختار القائمون على البحث طريقة التمثيل حيث قدم الممثل نفسه بشكل منهجي وأجرى مقارنات اجتماعية شابها الكِبَر وهو يقارن نفسه بالآخرين وكيف أنه لا يمكن أن يصادق البعض لأنه أفضل منهم. ووجد الباحثون أن هذا الأسلوب خلق الامتعاض بل والعداء.
وأوردت الدراسة سلبية أخرى وهي "التفاخر المتواضع" أو التباهي المتخفي في صورة شكوى ومحاولة لفت الانتباه إلى سمات الشخص بشكل إيجابي .
وأشارت الدراسة إلى أن هذا التكتيك غالباً ما تكون له نتائج عكسية ويدعو المتلقي إلى التشكيك فيما سمعه. مشيرة إلى أن عامل الصدق بالغ الأهمية في ترك الانطباع الإيجابي لدى الآخرين. فحتى لو حاول الشخص إخفاء دوافعه الخفية، إلا أنها تتكشف في النهاية.
وتستذكر الدراسة ما هو شائع ومعروف من أن المنافقين يصورون أنفسهم بصورة معينة غير أنهم يفشلون في الارتقاء إلى مستوى معاييرها وقد يوصفون بأنهم يقولون ما لا يفعلون خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأخلاقية.
وتؤكد الدراسة على سلبية شائعة وهي الإطراء المخادع الذي يصفه علماء النفس بـ "إهانة تخفيها المجاملة".
وتشير إلى أن الناس في حقيقة الأمر يحبون المجاملات ويرونها إيجابية. لكنهم، إن شعروا بأنها مجاملة مخادعة فإنها ترتد سلبا وبقوة على معدل تقييمهم للقاء الأول، وهو تقييم تقول الدراسة إنه قوي ويدوم طويلا ويصعب تصحيحه.