أصبح استخدام الهاتف المحمول داخل الحمام عادة شائعة لدى كثيرين، يتصفحون خلال دقائق الجلوس مواقع التواصل الاجتماعي، يشاهدون الفيديوهات، أو يردّون على الرسائل وكأنهم في غرفة المعيشة، لا داخل المرحاض.
لكن هذه العادة التي تبدو "عادية" قد تُخفي وراءها أضرارًا صحية خطيرة، أبرزها: البواسير، وانتقال الجراثيم والبكتيريا.
البواسير هي تورم مؤلم في أوردة المستقيم والشرج، وهي حالة شائعة تصيب نحو 50% من الناس قبل سن الخمسين، وفقًا للإحصاءات التي ذكرها تقرير دورية onlymyhealth المعنية بالصحة.
السبب لا يعود للهاتف نفسه، بل للجلوس لفترات طويلة على مقعد الحمام، وهي عادة شائعة عند استخدام الهاتف داخل المرحاض. هذا الجلوس الطويل يُضعف أنسجة المستقيم، ويزيد الضغط على الأوردة الشرجية، مما يمهّد لظهور البواسير أو يفاقمها.
وإذا ترافق ذلك مع الإجهاد أثناء الإخراج أو الجلوس بوضعية خاطئة (كالانحناء للأمام)، فإن الخطر يتضاعف.
بحسب مختصين، فإن الجلوس داخل الحمام لأكثر من 10 دقائق يجعل عضلات الشرج تبدأ بالارتخاء، ويؤثر على تدفق الدم، مما يزيد احتمالية التورم والتمزق الوريدي، تمامًا كما يحصل لبالون يتعرض للضغط المستمر حتى ينفجر.
لذا، ينصح الأطباء بعدم قضاء أكثر من 10 دقائق في الحمام. كل دقيقة إضافية تزيد من احتمالات الإصابة بالبواسير.
بعيدا عن البواسير، فإن الهاتف داخل الحمام بيئة خصبة للجراثيم الخطيرة. فقد كشفت دراسة نشرت عام 2022 في Journal of Applied Microbiology، أن شاشات الهواتف قد تحتوي على جراثيم أكثر بـ10 مرات من مقعد المرحاض نفسه.
ومن بين هذه الجراثيم: الإشريكية القولونية (E. coli) والمكورات العنقودية، وهي بكتيريا يمكن أن تسبب التهابات معدية، تهيجات جلدية، أو حتى نقل العدوى إلى الأسطح والأشخاص داخل المنزل. ويؤدي لمس الشاشات المتسخة ثم الوجه لنشر العدوى.
الإقلاع عن عادة استخدام الهاتف في الحمام ليس بالأمر السهل، لكنها عادة تستحق التغيير. تغييرات صغيرة يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا:
الشعور العرضي بعدم الراحة، أو نغز خفيف، قد لا يكون مدعاة للقلق. لكن هناك إشارات يجب عدم تجاهلها:
في حال ظهور أي من هذه الأعراض، يُنصح بمراجعة الطبيب فورًا. التشخيص المبكر والعلاج الفوري يمكن أن يمنع المضاعفات، مثل الألم المزمن أو العدوى أو الحاجة إلى التدخل الجراحي.