قبل سنة، عندما ضرب فايروس كورونا العالم، لم يكن واضحا إلى أي مدى يمكن أن يكون مدمرا، لكن خلال الأشهر القليلة الماضية، عرف العاملون في مجال الطب المزيد عن الفيروس، والطرق التي يمكن أن يؤثر بها علينا.
ومؤخرا، نُشرت أبحاث متضاربة حول تأثير حبوب منع الحمل والإستروجين على المصابين بفايروس كورونا، أثارت قلقا استدعى مرجعيات طبية ان تتصدى للموضوع بحثا عن إجابات قطعية، وهو ما عرضه موقع "وومن أند هوم" النسائي الأمريكي.
ذكرت إحدى الدراسات أن اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل الغنية بالإستروجين، أو يتناولن علاجا بالهرمونات البديلة، والنساء الحوامل، قد يكن أكثر عرضة للإصابة بجلطات الدم إذا أصبن بفيروس كورونا. وتعد الجلطات الدموية من المضاعفات المحتملة للمصابين بكورونا.
كما أن هناك حاجة لتحديد ما إذا كانت النساء المصابات بفيروس كورونا أثناء الحمل يجب أن يتلقين علاجا مضادا للتخثر، أو ما إذا كانت النساء اللائي يأخذن وسائل منع الحمل يجب أن توقف الحبوب أو العلاج بالهرمونات البديلة.
ومع ذلك، يبدو أن هناك انقساما في المجتمع الطبي، فبعض الباحثين يرون أن هرمون الإستروجين قد يحمي النساء بالفعل من الكورونا. لأن المستويات العالية من هرمون الإستروجين قد تساعد النساء المصابات على المعاناة من أعراض أقل حدة. وأن نقص الإستروجين قد يكون أحد الأسباب التي تجعل الرجال يعانون من أعراض أكثر خطورة إذا أصيبوا بفيروس كورونا.
قام الباحثون بتحليل حالات أكثر من نصف مليون امرأة خلال الشهور الماضية، وذكروا أن اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل المركبة عن طريق الفم (التي تحتوي على الكثير من الهرمونات الأنثوية والإستروجين والبروجسترون)، كانوا في المتوسط أقل عرضة لتطوير أعراض خطيرة للفيروس.
لطالما كان للإستروجين صلة بالمناعة، ويعمل الباحثون على اكشاف الرابط بين فيروس كورونا والإستروجين، فالنساء لديهن الكثير من الإستروجين في أجسامهن، وهو هرمون مهم حقا للمناعة، لأنه موجود في خلايا مستقبلات هرمون الإستروجين الموزعة في جميع أنحاء جسم المرأة، ومن ضمنها الخلايا التي تقاوم العدوى. ويمكن للإستروجين أن يغير طريقة عمل هذه الخلايا، ويجعلها أكثر كفاءة، ويزيد من عددها أيضا.
في الواقع، تم الإبلاغ عن أن الأطباء في الولايات المتحدة يفكرون في إعطاء الرجال هرمون الإستروجين الأنثوي في محاولة للتخفيف من أعراض فيروس كورونا لديهم وإنقاذ الأرواح.
وتخلص دراسة "وومن أند هوم" إلى أن علاقة حبوب منع الحمل بكورونا، ما زالت معلقة وأن كل ما قيل في هذا الشأن هو غير قطعي، فلا توجد إجابة محددة حتى الآن حول ما إذا كان الإستروجين يمكن أن يساعد في المعركة ضد فيروس كورونا، أو يعرض النساء لخطر متزايد لتجلط الدم أثناء المرض.