بين الخوف والرجاء.. هذه مشاعر الأم عند أخذ وليدها إلى "الحضّانة"
بين الخوف والرجاء.. هذه مشاعر الأم عند أخذ وليدها إلى "الحضّانة"بين الخوف والرجاء.. هذه مشاعر الأم عند أخذ وليدها إلى "الحضّانة"

بين الخوف والرجاء.. هذه مشاعر الأم عند أخذ وليدها إلى "الحضّانة"

نطلق عليها في لغتنا الدارجة "الحضّانة" بتشديد الضاد واسمها العلمي هو "وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة"، وهي مكان مخصص لتقديم الرعاية للأطفال المولودين في وقت مبكر أو يعانون من مرض ما.

لا أحد يريد أن يودع طفله في الحضّانة، ولكن للأسف ليس في اليد حيلة،  فالبعض يضطر لمكوث طفله بها مدة طويلة، والبعض الآخر يتردد عليها لمرتين أو أكثر بصفة دورية.

ولكننا اليوم بصدد السؤال الأهم، ما هو شعور الأم المتلهفة لرؤية وليدها بعد ولادته بعدما عانت من كل هذه الآلام، وانتظرت وهي تعد الأشهر والأيام لتشعر بهذه اللحظة الفارقة في حياتها لتضمه إلى صدرها وتشعر بقربه من قلبها وبأنفاسه الهادئة على وجهها، لتقبله بحنان وشوق وتتحسس ملامحه الصغيرة وتشتم رائحته التي لطالما اشتاقت إليها، وفجأة تجدهم يأخذونه منها إلى الحضّانة لتلقي الرعاية اللازمة ويضعونه بداخل سرير بلاستيكي صغير ؟.

في السطور التالية نصف لك شعور الأم عندما تتعرض لهذا الموقف، بحسب ما جاء في مجلة "رومر" المهتمة بقضايا المرأة وشؤونها.

الحزن

هو شعور مشترك بين الأبوين، وإن كان بدرجات متفاوتة بحسب حالة الطفل الصحية، والمدة التي يقضيها هناك، فهناك أطفال يقضون وقتا طويلاً بسبب معاناتهم من مرض خطير، وآخرون يتحدون الموت ويكافحون من أجل الحياة.

الغضب

أو بالأحرى الشعور بالحنق والامتعاض عند أخذ الطفل والذهاب به إلى "الحضّانة"، صحيح أن الأم تشعر بالامتنان لتلقي طفلها الرعاية والاهتمام، لكنها لا تمنع نفسها من التساؤلات التي قد تكون غير مجدية وليست لها إجابات مقنعة، خاصة عند اتباعها كل التعليمات ولم تقصر في شيء يذكر.

الخوف

هو شعور طبيعي ونتفهمه جيدًا فجميعنا يشعر بالقلق لمجرد بُعد صغيره عن عينيه للحظات فما بالك بأيام طوال، وتلعب الظنون برأس الأم وتكون فريسة للشكوك والحيرة خشية أن يضيع وليدها أو تفقده للأبد، كأن يقوم شخص ما بخطفه أو أنه سيصاب بمكروه.

لا شيء يفيد

الشعور بقلة الحيلة شعور مؤلم حقًا فليس أمامها شيء لتفعله، تود لو تقدم حياتها لصغيرها ولكنها للأسف لا تستطيع، ولا تقوى على الابتعاد عنه إذ ربما تسمع صوته أو تختلس لمسة من إصبعه الصغير أو حتى يحتاجونها لإرضاعه، ومع ذلك تمكث بالقرب منه وهي تعلم علم اليقين أنه لا جدوى من ذلك.

العجز وطلب الرحمة

لا أحد مهما كانت صلابته يحب الشعور بالعجز أو الاحتياج، وفي هذا الموقف تختلط المشاعر عند الأم فيمتزج العجز مع طلب الرحمة من فريق الأطباء ومحاولة بناء جسور الثقة بينها وبينهم.

الفشل

قد يبدو غريبًا هذا الشعور ولكن بالفعل تشعر الأم بأن جزءًا من جسدها يتهاوى ويضيع منها وتحاول منعه بكل ما أوتيت من قوة، وهي تعلم جيدًا أن الأمر ليس بيديها وخارج عن إرادتها ولكنها تشعر بالذنب لمجرد أنها فشلت في منع طفلها من أخذه للحضًانة.

الامتنان

في حين أن الأم قد تفقد الثقة فيمن يقدمون الرعاية لوليدها، لكنها تشعر نحوهم بالامتنان لما يقدمونه من رعاية ويقظة مستمرة للعناية بطفلها، فهم يقومون بدورها ويسهرون بجانبه للتأكد من أنه بخير و كل شيء على ما يرام.

الاستياء

على الرغم من معرفة الأم التامة بأن طفلها يتلقى الرعاية اللازمة، لكنها تشعر بالاستياء عندما يرفض الأطباء أن تمسك بصغيرها، لا أحد يفهم ما تشعر به من الغضب عندما يتركونه وحده أو عند القيام بأي إجراء طبي كسحب أنبوب G من أنفه مثلا، فهم يتعاملون مع الأمر بما يمليه عليهم واجبهم الطبي ولكنها تتعامل معه بالحب.

الحب

هو شعور فطري ينبثق بداخلها بمجرد رؤية وجه صغيرها وتغمرها مشاعر متدفقة لم تشعر بها من قبل فهو حب من نوع خاص لم تذق طعمه أبدًا إلا عندما أصبحت أمًا.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com