ربما يقتصر تفكير أغلب النساء وقت الدورة الشهرية على بعض الأعراض التي تثير ضيقهن مثل التقلبات المزاجية، الانتفاخات والتقلصات، وينصب كامل تركيزهن على ذلك فحسب.
لكن النساء المصابات بمرض الانتباذ البطاني الرحمي عادة ما يشعرن بضيق شديد عند مرورهن بفترة الدورة، حيث تكون فترة الدورة فترة صعبة عليهن ولا يمكنهن تحملها.
وبينما تمر فترة الدورة على المرأة السليمة بأعراضها الطبيعية المعتادة، حيث تتراكم بطانة الرحم ثم تتساقط وبعدها يبدأ نزول دم الطمث بشكل طبيعي، فإن الوضع يختلف تماما لدى المرأة المصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، حيث تنمو البطانة خارج الرحم، وتنمو عادة حول المبيض أو تحت الرحم في منطقة تعرف باسم الطريق المسدود الخلفي.
ومع تراكم البطانة لدى المرأة المصابة، ومن ثم تساقطها، فإنها تتسبب في حدوث نزيف بكميات صغيرة داخل منطقة الحوض، وهو ما يؤدي لحدوث ألم، التهاب، تورم وتندب.
وحال كنت تتصورين أنك مصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، فاطمئني لأنك لست وحدك، لأن تلك الحالة تصيب مئات الآلاف من النساء كل عام، وسبق أن تحدث عنها كثيرون، سواء من الأطباء أو حتى من النجمات اللواتي سبق أن أصبن بتلك الحالة وتعافين منها.
ونستعرض فيما يلي أبرز 5 أعراض لمرض الانتباذ البطاني الرحمي كي تنتبهي لها:
أوضحت طبيبة أمراض النساء، ميندي كريستيانسون، أن هناك 5 أعراض دالة على الإصابة بمرض الانتباذ البطاني الرحمي، وأنه يجب على كل امرأة أن تنتبه إليه تماما، وهي:
ألم وقت الدورة
فرغم وجود ألم وقت نزول الدورة لدى أغلب النساء، وهذا هو الأمر المعتاد، لكن النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي عادة ما يكون الألم لديهن ألما شديدا بشكل كبير.
ألم مزمن بمنطقة الحوض
غالبا ما تشعر النساء المصابات بالمرض بقدر من الألم المستمر في منطقة الحوض، وقد يكون ذلك الألم حادا ومزمنا في بعض الأحيان، وهو ما يجب الانتباه إليه.
ألم عند الجماع
وهو العرض الذي يعرف باسم "عسر الجماع"، وعادة ما يحدث بسبب الانتباذ البطاني الرحمي الذي يحدث تحت الرحم، حيث تشعر المرأة ببعض الألم أثناء عملية الإيلاج.
تكيسات على المبيض
عادة ما تعتبر تلك التكيسات من العلامات الدالة بوضوح على مشكلة الانتباذ البطاني الرحمي، والخطير في الأمر أنها قد تصير أكبر في الحجم وأكثر إيلاما، ويجب إزالتها.
عقم
هناك إحصائيات تقول إن حوالي 10 % من النساء المصابات بعقم يعانون من مشكلة الانتباذ البطاني الرحمي، الذي يعد من أبرز أسباب العقم، بحسب تأكيدات الأطباء والباحثين، لأنها قد تسبب تندب الأنسجة وحدوث تلف والتهاب في قناتي فالوب.
وأضافت ميندي أن تلك الأعراض ليست حصرا على الانتباذ البطاني الرحمي، فالألم الذي يصاحب الدورة لا يشير دوما لمشكلة الانتباذ، بل أحيانا تكون حالة منفصلة تعرف بـ "عسر الطمث". كما أن ألم الحوض قد ينجم عن تندب الأنسجة، التهابات سابقة أو سابق الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية. ويمكن لمتلازمات الأمعاء المتهيجة أو الالتهابية أن تسبب ألما في الحوض.
تشخيص وعلاج الانتباذ البطاني الرحمي
ينصح دائما حال الشعور بأي من الأعراض السابق ذكرها بضرورة الرجوع إلى طبيب النساء والتوليد، وكذلك لا مانع من استشارة الأطباء المتخصصين في ألم الحوض والانتباذ البطاني الرحمي.
ويمكن في الغالب السيطرة على تلك الأعراض من خلال أدوية مثل حبوب منع الحمل أو أسيتات ليوبروليد، حيث يمنع كلاهما الغدة النخامية من إفراز الهرمونات التي تظهر الانتباذ البطاني الرحمي.