من ضمن المشكلات التي تعانيها المرأة صحيًا، ولا تلقى الاهتمام اللازم، هي تجلط دم دورتها الشهرية، وهي المشكلة التي تحدث للمرأة في مرحلة ما من عمرها، لكنها لا تعلم على وجه التحديد العلامات التي تخبرها بضرورة الذهاب للطبيب في تلك الحالة.
والحقيقة أنه وفي حين أن بعض تجلطات دم الدورة الشهرية لا تمثل مشكلة، فإن تلك التجلطات في المقابل ربما ترتبط بمشكلة طبية في حالات أخرى، وهو ما يفرض عليك ضرورة استشارة الطبيب، من أجل تشخيص الحالة بشكل سليم ومعالجتها.
تجلطات دم الدورة الشهرية ليست نوعية تجلطات الدم العادية نفسها، التي تعرف أيضًا بـ "تجلطات الأوردة العميقة"، التي تنتقل في مجرى الدم وتمنع تدفق الدم. بل هي تجلطات دم الدورة الشهرية، والتي تقوم بدلًا من ذلك بمغادرة الجسم، وتشير إلى أن الدم يعمل كما نتوقع.
والحقيقة التي يجب معرفتها، هي أن تجلطات دم الدورة الشهرية قد تكون جزءًا طبيعيًا تمامًا من الدورة الشهرية، على غرار تجلطات الدم العادية، التي تعتبر من وظائف الجسم الطبيعية، والتي تساعدنا على وقف نزيف الدم.
ونوه أطباء بهذا الصدد، إلى أن تجلطات دم الدورة الشهرية، عادة ما تأتي كاستجابة أو كردة فعل على حدوث نزيف غزير، أو وجود دم يتراكم بسرعة أكبر مما يمكن تكسيره.
التعرض لتجلطات دم الدورة الشهرية، لا يعني دومًا أن المرأة تعاني من مشكلة طبية خطيرة، بل إن حدوث تجلط بمقدار صغير قد يكون أمرًا طبيعيًا وعاديًا في بعض الأحيان، خاصة خلال الأيام الأولى من الدورة.
وقال الأطباء، إنه عند نزول الدورة، تتراجع مستويات هرمون البروجسترون، وهو ما يشير إلى أن الوقت قد حان للتخلص من بطانة الرحم، التي يوجد تحتها كثير من الأوعية الدموية الصغيرة التي تؤدي لحدوث نزيف، حيث يتكسر هذا الدم بواسطة مضادات التخثر الموجودة في الدم، لكن ربما يحدث تجلط للدم في بعض الأحيان، خاصة عند حدوث النزيف بسرعة أكبر.
وبشكل عام، يمكن القول، إن تجلطات دم الدورة الشهرية، تكون أكثر شيوعًا في الأيام التي يكثر فيها نزول الدم خلال الدورة الشهرية، حيث يجلط هذا الدم نفسه طبيعيًا.
قد تحدث جلطات للدم في فترات الدورة الشهرية العادية، وعادة ما تكون أصغر من ربع رطل، لكن هناك بعض الحالات الطبية التي قد ترتبط بتلك الجلطات، مثل الأورام الليفية الرحمية، متلازمة تكيس المبايض (خاصة لو كانت الدورة الشهرية غير منتظمة)، سرطان بطانة أو عنق الرحم، أو حدوث إجهاض مبكر دون أن يتم اكتشافه.
كما حذر الأطباء من أن النساء اللواتي يعانينَ من حالة طبية تعرف بـ "غزارة الطمث" -أو نزيف الحيض الغزير– قد يتعرضن بالفعل، لمعدل أكبر من تجلطات الدم. كما يمكن أن يساهم عدم التوازن الهرموني، في حدوث تجلط ونزيف حيض غزير.
فيما يلي، بعض العلامات التي تخبرك بضرورة استشارة الطبيب، بشأن تجلط دم الدورة:
- النزف بغزارة للدرجة التي تحتاجين فيها لتغيير الفوطة الصحية، أو السدادة القطنية كل ساعة أو ساعتين.
- التعرض لنزيف جديد، أو جلطات دموية أثناء الحمل.
- حدوث تغير مفاجئ في مدة الطمث، إذ يعني ذلك نزول نزيف عليك أكثر من المعتاد.
- نزول الدورة عليك بشكل مؤلم للغاية.
- استمرار النزيف لأكثر من 7 أيام.
- الشعور بدوار، دوخة، إرهاق، أو ضيق بالتنفس أثناء الدورة.
- ملاحظة أن حجم جلطة الدم يزيد عن ربع رطل.
- نزول كميات كبيرة من الأنسجة اللحمية.
وختم الأطباء بقولهم، إنه إذا كانت تجلطات الدم صغيرة أو لا تحدث بشكل متكرر، فربما لا يجدر بك أن تقلقي كثيرًا، لأن حدوث التجلطات بهذا الشكل، أمر طبيعي في العموم.