header-banner
الصرع

كل ما تريد معرفته عن الصرع.. الأسباب والأعراض والعلاج

صحة ورشاقة
فريق التحرير
29 مايو 2025,6:00 ص

مرض الصرع يُعد من الاضطرابات العصبية المزمنة التي تصيب الملايين حول العالم، ولا يقتصر على فئة عمرية معينة؛ إذ يمكن أن يظهر في أي مرحلة من مراحل الحياة. ورغم التحديات التي يفرضها، فإن التقدّم في البحث العلمي ووسائل التشخيص والعلاج جعل التحكم في المرض والسيطرة على نوباته أمراً ممكناً بشكل كبير.

ما مرض الصرع وكيف يحدث في الدماغ؟

8cea2679-ad69-4410-9e20-3c35b340b614

الصرع هو اضطراب عصبي يتسبب في حدوث نوبات كهربائية في الدماغ بشكل متكرر ومن دون سبب واضح. ووفقًا لموقع Mayo Clinic، فإن هذه النوبات تحدث نتيجة وجود خلل في النشاط الكهربائي الطبيعي لخلايا الدماغ؛ مما يؤدي إلى حدوث إشارات عصبية غير منتظمة قد تؤثر على الوعي، أو الحركة، أو الحواس.

وفي بعض الحالات، يكون السبب وراء هذه النوبات هو وجود نشاط كهربائي زائد داخل الدماغ، يُشبه ما يُعرف بـ"العاصفة الكهربائية"، والتي تتركز في مناطق معينة من الدماغ. وعلى الرغم من أن هذه النوبات قد تكون قصيرة، إلا أن تأثيرها يكون ملحوظًا، وتختلف شدتها حسب نوع الصرع والمنطقة المتأثرة داخل الدماغ.

أخبار ذات صلة

6 مكملات غذائية ممنوعة لمرضى الصداع النصفي

كيف تميّز ما إذا كانت النوبة التي تصيبك نوبة صرع؟

ليست كل حالة ارتعاش أو فقدان وعي تعني بالضرورة الإصابة بالصرع. فبحسب ما يوضحه موقع Johns Hopkins Medicine، يمكن تصنيف النوبات التي تصيب الإنسان إلى نوعين رئيسين:

نوبات عامة:

هي نوبات تؤثر على الدماغ بأكمله، وتتسبب عادةً في فقدان مفاجئ للوعي، وارتجاف شديد في الأطراف، بالإضافة إلى تشنجات عضلية واضحة. 

نوبات جزئية أو بؤرية:

تصيب جزءا معينا فقط من الدماغ، وقد تظهر على شكل إحساس غريب، تشوش مؤقت في التفكير، أو حركات غير إرادية.

إذا لاحظت تكرار نوبات مفاجئة من فقدان الوعي، أو تشنجات جسدية، أو حتى أحاسيس غريبة يصعب تفسيرها، فقد تكون هذه مؤشرات على نوبات صرعية. في هذه الحالة، يُنصح بمراجعة طبيب مختص لتشخيص الحالة بدقة ووضع خطة علاج مناسبة.

أبرز أعراض الصرع

e7f3e8b6-4962-4bc8-b07b-92e51333bb47

تختلف أعراض الصرع من شخص لآخر، ويعتمد ذلك على نوع النوبة والمنطقة المصابة من الدماغ. بعض النوبات تكون واضحة وشديدة، بينما قد تمرّ نوبات أخرى بشكل خفي يصعب ملاحظته. لكن بشكل عام، هذه أبرز الأعراض الشائعة:

  • فقدان مفاجئ للوعي

  • ارتعاش أو تشنج في الأطراف

  • تشوش مؤقت أو فقدان الإدراك لما يحدث

  • إحساس غريب يسبق النوبة (مثل رائحة غير مألوفة أو شعور داخلي غامض)

  • نظرات ثابتة أو "شاردة"

  • حركات لا إرادية متكررة مثل الرمش أو المضغ

هل الوراثة سبب رئيس في مرض الصرع؟

تلعب العوامل الوراثية دورا في بعض أنواع الصرع، خاصة تلك التي تظهر في مرحلة الطفولة أو في سن مبكرة. ووفقًا لمؤسسة Epilepsy Foundation، فإن وجود تاريخ عائلي للإصابة قد يزيد احتمالية تطور المرض، لكن الوراثة ليست السبب الوحيد.

فالصرع يمكن أن يحدث أيضًا نتيجة عوامل بيئية مثل إصابات الرأس، أو مضاعفات أثناء الولادة، أو مشاكل في نمو الدماغ. لذلك، يُنظر إلى الوراثة كعامل مساعد ضمن مجموعة من الأسباب المحتملة، وليس كعامل حتمي للإصابة بالمرض.

طرق تشخيص مرض الصرع بدقة

e4811c01-29f3-4f96-ac5c-292c5c5201a1

تشخيص مرض الصرع لا يعتمد على عرض واحد، بل يتطلب تقييما دقيقا يقوم به طبيب أعصاب مختص، بهدف التأكد من طبيعة النوبات واستبعاد الأسباب الأخرى. وتشمل أدوات التشخيص الأكثر استخداما:

  • مخطط كهربائية الدماغ (EEG): يُستخدم لرصد النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ، وهو أحد الفحوص الأساسية لتشخيص الصرع.

  • الرنين المغناطيسي (MRI): يساعد في الكشف عن أي تغيّرات أو تلف في أنسجة المخ، أو وجود أورام قد تكون السبب في النوبات.

  • الفحوص العصبية: تُجرى لتقييم التوازن، وردود الفعل، والتنسيق الحركي؛ ما يسهم في تكوين صورة شاملة للحالة العصبية.

  • مراقبة بالفيديو مع تخطيط الدماغ (Video EEG): تُستخدم هذه التقنية لمتابعة المريض أثناء حدوث النوبة، ما يمكّن الأطباء من تحليلها بدقة وربط الأعراض بالنشاط الدماغي.

من خلال هذه الوسائل، يستطيع الأطباء تحديد نوع الصرع ومدى تكرار النوبات، وهو ما يساعد في اختيار الخطة العلاجية الأنسب لكل حالة.

أخبار ذات صلة

علامات جسدية مفاجئة لأمراض القلب

أحدث طرق علاج الصرع

شهد علاج مرض الصرع تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة؛ ما ساعد كثيرا من المرضى على التحكم في النوبات والعودة إلى حياة طبيعية. ووفقًا لموقع Mayo Clinic، فإن الخيارات العلاجية تشمل:

  • الأدوية المضادة للنوبات (AEDs): تعد الخيار الأول في التعامل مع الصرع، وتساعد أكثر من 70% من المرضى في السيطرة على النوبات، خاصة عند الالتزام بالجرعة ونمط الحياة المناسب.

  • التحفيز العصبي: يشمل تقنيات حديثة مثل التحفيز العصبي المبهم (VNS) وهو زرع جهاز صغير تحت الجلد لتحفيز العصب المبهم وتقليل تكرار النوبات أو التحفيز العميق للدماغ (DBS) الذي يقوم على زرع جهاز داخل الدماغ لإرسال إشارات كهربائية تساعد في تنظيم النشاط العصبي.

  • الجراحة: تُعتبر خيارا فعّالا لبعض الحالات، خاصة عندما تكون النوبات ناتجة عن منطقة واحدة في الدماغ يمكن إزالتها من دون التأثير على الوظائف الحيوية.

  • العلاج الجيني: من الوسائل الحديثة الواعدة، إذ يُستخدم تحليل الحمض النووي لتحديد الدواء الأنسب حسب التركيبة الوراثية لكل مريض، ما يزيد من فاعلية العلاج ويقلل من آثاره الجانبية.

هذه الأساليب، إلى جانب الدعم النفسي والمتابعة الطبية المنتظمة، تعزز فرص السيطرة على المرض وتمنح المصابين بالصرع حياة أكثر استقرارا وجودة.

كيف تتعامل مع مريض الصرع أثناء النوبة؟

التعامل السليم مع مريض الصرع أثناء النوبة يمكن أن يجنّبه مضاعفات خطيرة. ووفقا لموقع Medical News Today، هناك خطوات بسيطة لكن ضرورية يجب اتباعها:

  • عدم تقييد حركة المريض أثناء النوبة.

  • إبعاد أي أشياء صلبة أو حادة حوله لتجنب الإصابة.

  • عدم وضع أي شيء في فمه.

  • من المهم مراقبة مدة النوبة، فإذا تجاوزت 5 دقائق، عليك بالاتصال بالإسعاف فورا.

  • بعد انتهاء النوبة، عليك مساعدته على الاستلقاء على جانبه، مع البقاء معه حتى يستعيد وعيه الكامل.

نظام غذائي مناسب لمريض الصرع

a4e5a850-32d7-460b-8cf2-ecf3c94bc29e

أشار موقع Cleveland Clinic إلى أن النظام الغذائي الكيتوني يمكنه أن يكون فعالا في تقليل تردد النوبات، خصوصا لدى الأطفال الذين لا يستجيبون للعلاجات الدوائية.

يتضمن هذا النظام تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون الصحية. بالإضافة لذلك، يُنصح بما يلي:

  • تناول الدهون الصحية التي تعزز امتصاص الفيتامينات وتدعم طاقة الجسم، ومن أهم مصادرها: الزيوت النباتية، المكسرات، والأسماك.

  • الكربوهيدرات التي تعتبر مصدر الطاقة الأساسي. ويمكن الحصول عليها من الأرز، الخبز، البطاطا، والمعكرونة.

  • الخضراوات والفواكه مهمة لمريض الصرع حيث إنها غنية بالفيتامينات، الألياف، والمعادن، بالإضافة إلى أنها تقوي المناعة.

  • البروتينات تعتبر من العناصر الضرورية لبناء العضلات وتجديد الخلايا، وهي توجد في الألبان، اللحوم، البقوليات، والأسماك.

  • الحرص على شرب كمية مناسبة من الماء؛ لأنه يحمي من الجفاف ويقلل خطر نوبات الصرع.

  • يجب تجنب الكافيين والكحول.

  • الحفاظ على انتظام الوجبات في مواعيدها والحرص على النوم الجيد.

  • التقليل من التوتر والضغوط اليومية.

footer-banner
foochia-logo