لطالما انقسمت آراء الخبراء والباحثين حول جدوى الاستعانة بالسمن في عملية الطهي؛ إذ إن هناك فريقين، أحدهما يدعم الفكرة والآخر يرفضها، نظرا لاختلاف الأبحاث التي أجريت بهذا الصدد. ونستعرض في السطور الآتية بعض المعلومات التي تبرز ما إن كان السمن النباتي خيارا صحيا أم لا وما إن كانت هناك بدائل يمكن أن تحل محله.
تحتوي ملعقة كبيرة من السمن (أو 15 جراما) على نحو 135 سعرة حرارية، تأتي كلها من الدهون، كما أن الملعقة تحتوي على 15 جراما من الدهون الإجمالية و9 جرامات من الدهون المشبعة، أو 45 % من الكمية التي يوصى بتناولها بصورة يومية، كما تحتوي الملعقة على 45 ملي جراما من الكولسترول، أو 15 % من الكمية اليومية، وهي خالية من الصوديوم، الكربوهيدرات، الألياف، السكر والبروتين.
يوصي الخبراء بتناول ما يصل إلى ملعقتين صغيرتين من هذا السمن يوميا للحصول على كل الفوائد. ويوجد بالملعقتين 99.9 % من الدهون و1% رطوبة إلى جانب بعض الفيتامينات التي تذوب في الدهون وأجزاء من بروتين الحليب وأشياء أخرى. ورغم أنها قد تكون دهونا صحية مشبعة، لكن ليس من الصحي تناولها بكميات كبيرة.
يقول الخبراء إنه وبدلا من التركيز على العناصر الغذائية الفردية أو الأطعمة الفردية، فإنه يجب مراعاة النظام الغذائي بأكمله. ولمن يود الاختيار، فالأمر يرجع للأذواق والوظائف، علما بأن السمن يحظى بنكهة أكثر نعومة من الزبدة، ويتميز بدرجة احتراق أعلى من الزبدة؛ ما يعني أن بمقدورها تحمل درجات حرارة أعلى، في حين أن الزبدة قد تحترق. كما يعد السمن من أفضل أنواع الزيوت لعمليتي الخبز والقلي. والمهم هو أن تفصلي تماما بين الاثنين وأن تراقبي ما تتناولينه وأن تأكلي بكميات معتدلة.
لا، وهناك بعض المطاعم تستعين بزيت نباتي مهدرج جزئيا، يُعرف باسم الفاناسباتي أو الدالدا أو "السمن النباتي"، بدلا من السمن النقي بسبب انخفاض تكلفته. والحقيقة التي يجب معرفتها هي أن السمن النباتي أو أي بديل آخر عن السمن هو سمن مزيف.
السمن الذي يتم تحضيره من حليب البقر هو مصدر جيد للفيتامينات التي تذوب في الدهون والأحماض الدهنية الصحية. وبالمقارنة، يمكن القول إن سمن البقر هو الخيار الأفضل. ولك أن تعلمي أن تناول من ملعقة إلى ملعقتين صغيرتين يوميا من السمن البقري إلى جانب الأرز، خبز الروتي وطبق خيجدي الهندي وغيرها من الأكلات أمر يحسن عملية الهضم، يحسن امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، يرطب الأمعاء الغليظة ويمنع الإمساك. وينصح الخبراء بعدم تناول أكثر من ملعقتين صغيرتين من هذا السمن يوميا لضمان تحقيق أقصى درجة من الاستفادة من الأوجه كافة.
نعم، وكل ما يتعين عليك القيام به هو أن تتناوليه بكميات معتدلة.