يُعرف عيد الأضحى المبارك، الذي يصادف يوم الجمعة 6 يونيو/حزيران 2025، باسم "عيد اللحم"، وذلك بسبب تنوّع الأطباق الشهية التي تزخر بها مائدة العيد، والتي يكون اللحم سواء البقري أو لحم الأغنام والماعز مكوّنها الأساسي.
تُعد اللحوم من أبرز مصادر البروتينات والفيتامينات والمعادن، حيث تزوّد الجسم بالحديد والزنك وفيتامينات ب، وتُعتبر من المصادر الأساسية لفيتامين ب12 في النظام الغذائي.
ورغم دورها المهم كجزء من التغذية الصحية، فإن الإفراط في تناول اللحوم، خاصة خلال عيد الأضحى، قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، من بينها أمراض مزمنة.
لذلك، ومع اقتراب عيد الأضحى، يُنصح بالحرص على تناول غذاء صحي ومتوازن في العيد، للاستمتاع باللحوم غير المُصنعة من دون إسراف، حفاظًا على الصحة وعدم تعكير أجواء الاحتفال بالمناسبة السعيدة.
بالنسبة لمعظم الناس، يُعدّ تناول اللحوم باعتدال جزءا مهما من خطة نظامهم الغذائي الصحي والمتوازن، لكن الإفراط في تناول اللحوم، خاصةً الحمراء والمصنعة والغنية بالدهون، قد يُسبب آثارًا جانبية مزعجة، بالإضافة إلى مخاطر صحية طويلة الأمد.
وفي هذا السياق، استعرض موقع Insider أبرز الأضرار الصحية الناتجة عن استهلاك كميات كبيرة من اللحوم خلال فترة العيد، ومنها:
التعرق والشعور بالخمول
عند تناول وجبة دسمة من اللحوم، قد تلاحظ تعرّقًا غزيرًا، وهي حالة تُعرف باسم "تعرّق اللحوم". ورغم قلة الدراسات عنها، إلا أن تفسيرها يرتبط بجهد الجسم في هضم البروتينات، مما يرفع درجة حرارته مؤقتًا.
هذا الجهد الإضافي قد يؤدي إلى الإحساس بالتعب أو النعاس، خاصة بعد تناول اللحوم الغنية بالدهون.
مشاكل في الهضم
من عواقب الإفراط في تناول اللحوم أنك على الأرجح تتناول كميات أقل من الأطعمة الأخرى، بما في ذلك الحبوب الكاملة والمنتجات الطازجة. ونتيجة لذلك، قد تشعر بالانتفاخ، أو تُعاني من الإمساك أو الإسهال، نتيجةً لسوء الهضم.
والسبب أن اللحوم تفتقر إلى الألياف، وهي نوع من الكربوهيدرات غير القابل للهضم، وهي ضرورية للهضم وتنظيم سكر الدم. من دونها، قد تُعاني من اضطرابات معوية خطيرة، بما في ذلك التقلصات وما هو أسوأ، كما اكتشف جو روغان في حمية اللحوم الكاملة.
الإصابة بالجفاف
من الآثار الجانبية الأخرى لتناول كمية كبيرة من اللحوم استهلاك الجسم لكمية كبيرة من الماء لتكسيره والتخلص من النيتروجين الزائد. إذا لم تشرب كمية كافية من الماء للتعويض، فقد تشعر بالإغماء أو الدوار أو أي شعور غير سار آخر.
زيادة خطر الأمراض المنقولة بالغذاء
يزيد تناول اللحوم غير المطهية جيدًا من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء، مثل داء العطيفة، وداء الليستريات، وداء السالمونيلا، والتي قد تُهدد الحياة، وخاصةً للفئات الأكثر عرضة للإصابة.
يرتبط الإفراط في تناول اللحوم، لا سيما اللحوم الحمراء والمصنعة، بارتفاع خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة، من بينها أمراض القلب، والسكري، وأنواع مختلفة من السرطان. كما يزيد الاستهلاك المفرط للحوم من احتمالية التعرض لمشكلات صحية أخرى مثل داء الرتوج، الالتهاب الرئوي، وسلائل القولون.
وفي هذا السياق، حذّرت دراسة شاملة أجراها فريق بحثي من جامعة أكسفورد من التأثيرات السلبية لتناول كميات كبيرة من اللحوم، مؤكدة أنها ترتبط بـ"مجموعة واسعة من الأمراض"، بعضها يصنّف على أنه شديد الخطورة. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة BMC Medicine، وأشارت إلى علاقة واضحة بين تناول اللحوم بانتظام وبكميات كبيرة وارتفاع خطر الإصابة بعدة أمراض.
كما كشفت دراسات أخرى عن وجود صلة بين الإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة وزيادة احتمالية الإصابة بـسرطان القولون والمستقيم.
أما من الناحية التغذوية، فاللحوم، خاصةً الغنية بالدهون، قد تؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول في الدم بسبب محتواها العالي من الدهون المشبعة، وهو ما يشكل خطراً إضافياً على صحة القلب والأوعية الدموية.
أبرز الأمراض المرتبطة بالإفراط في تناول اللحوم:
نصحت هيئة الخدمات الصحية بالمملكة المتحدة بضرورة اتخاذ خيارات صحية عند تناول اللحوم كجزء من نظام غذائي متوازن؛ لتجنب الإصابة بالمشاكل الصحية والأمراض المصاحبة للإفراط في تناول اللحوم.
وتبدأ سلسلة النصائح الغذائية في عيد الأضحى انطلاقا من شراء اللحوم، بحيث تكون قليلة الدهون، مع مراعاة نزع الجلد قبل الطهي في الدواجن والديك الرومي وما شابه.
وبحسب موقع Better Health، إليك أهم النصائح للحفاظ على صحتك أثناء تناول اللحوم في عيد الأضحى:
تعتمد الكمية الآمنة من اللحوم التي يمكن تناولها في عيد الأضحى على عدة عوامل، منها نوع اللحوم، ونظامك الغذائي العام، واحتياجاتك الصحية الفردية، لكن عمومًا يُنصح بالاعتدال في تناول اللحوم الحمراء، وتجنب اللحوم المصنعة نهائيا.
وتقترح الإرشادات الغذائية عدم تناول أكثر من 455 غرامًا من اللحوم الحمراء المطبوخة (700 غرام من اللحوم النيئة) أسبوعيًا، بواقع من 3-4 مرات فقط في الأسبوع.
وبحسب موقع NHS.uk، إذا كنتِ تتناولين أكثر من 90 غرامًا من اللحوم الحمراء يوميًا (بعد الطهي)، يُنصح بتقليل الكمية إلى 70 غرامًا فقط للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والقلب.
وتشمل اللحوم الحمراء: لحم البقر، لحم الضأن، لحم العجل ولحم الماعز.
من خلال الالتزام بهذه الكمية الآمنة، يمكنك الاستمتاع بأطباق العيد من دون أن تعرّضي صحتكِ للمخاطر المرتبطة بالإفراط في تناول اللحوم.