تُقدِم أغلب الأمهات على وضع أطفالهن الصغار على ظهورهم عند النوم؛ لاعتقادهن أن تلك الوضعية هي الأفضل بالنسبة لهم. لكن الحقيقة هي أن طفلك يتلوى أثناء نومه حتى يتمكن من النوم على جنبه، أو ربما يرفض الطفل تماما الانخراط في النوم إلا إذا جعلتيه ينام على أحد جانبيه.
ومع هذا، ما زالت هناك بعض المخاوف من احتمالية أن تكون تلك الوضعية خطرة على صحة الطفل، لاسيما وأن هناك من يتحدث عن أنها قد تؤدي إلى حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS).
لكن ما يتعين عليك أن تعرفيه هو أن النوم على الظهر هو أفضل وضعية للأطفال الرضع، كما أن نومه على جنبه قد يكون آمنا أيضا مع استمرار نمو الطفل واشتداد عوده مع مرور الوقت؛ إذ ستجدين أن طفلك يصير أكثر نشاطا خلال نومه مع اقتراب إكماله عامه الأول، ومع بدء زوال كثير من مشاعر الخوف والقلق التي تكون قائمة بشأن وضعيات نوم الطفل.
المؤكد هو أن نوم الطفل على ظهره أكثر أمانا من نومه على بطنه؛ لأن نوم الرضيع على بطنه يزيد من خطر إصابته بمتلازمة موت الرضع المفاجئ وبالاختناق، خاصة وأنه يكون من السهل على الطفل أن يلف وينتقل من وضعية نومه على الجنب إلى النوم على البطن.
ولكِ أن تعلمي كذلك أن متلازمة موت الرضع المفاجئ هي السبب الرئيس لوفاة الأطفال الرضع الذين تتراوح أعمارهم من شهر إلى عام، وهناك بيانات إحصائية تقول إن هناك ما يقرب من 3500 طفل يموتون في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مفاجئ أثناء نومهم كل عام.
قد تقلقين من احتمال تعرض طفلك للاختناق حال بصق الحليب أو تقيأ أثناء نومه على ظهره، لكن بحسب المعاهد الوطنية للصحة NIH، فإن المعلومة المتداولة عن أن النوم على الجنب يمنع الاختناق أثناء النوم هي معلومة غير صحيحة. والحقيقة أن الأطفال يكونون أكثر قدرة على تنظيف مجاري الهواء لديهم أثناء النوم على ظهورهم؛ إذ تكون لديهم ردود فعل تلقائية تجعلهم يسعلون أو يبتلعون أي بصق يحدث، حتى أثناء نومهم.
ربما سبق لك أن سمعت أن السماح لطفلك بالنوم على ظهره أو تعويده على وضعية نوم واحدة فقط أمر قد يتسبب في جعل رأسه مسطحا أو ذا شكل غريب، وهي حالة طبية تعرف بـ "انتفاخ الرأس". والحقيقة أن ذلك أمر طبيعي تماما وعادة ما يزول من تلقاء نفسه، فضلا عن وجود عدة طرق يمكن أن تحول دون حدوث تلك البقع المسطحة في المقام الأول. وعليك أن تتذكري أن النوم على الجنب ليس حلا لمشكلة الرأس المسطح، بالنظر إلى أن الرأس المسطح بشكل مؤقت أمر غير ضار وأن هناك أشياء أكثر خطورة (مثل متلازمة موت الرضع المفاجئ) تحدث مع وضعية النوم على الجنب، ولهذا فإن الحل الأفضل ربما هو النوم على الظهر مع تغيير وضعية الرأس.
يمكن أن يصاب الطفل الرضيع بمشكلة "ميلان الرأس" منذ الولادة وحتى سن الـ 3 أشهر، وحين تحدث تلك المشكلة بعد الولادة، فإن السبب وراء ذلك يكون نوم الطفل على جنبه؛ لأن تلك الوضعية تكون أقل دعما لعضلات الرقبة والرأس، ما يتسبب في حدوث تلك المشكلة، وبطبيعة الحال يمكن للأم اكتشاف المشكلة، حيث ستلحظ عدم تحريك الطفل لرقبته كثيرا.
وهي حالة تصيب حوالي 10 % من الأطفال الرضع، حيث يتحول فيها لون الجلد بنصف أوجههم وأجسامهم إلى وردي أو أحمر عند نومهم على الجنب. لكن ما يجب معرفته هو أن تلك الحالة غير ضارة ويمكنها أن تزول من تلقاء نفسها في أقل من دقيقتين؛ لأنها حالة "مؤقتة".
تقول الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إنه من الآمن أن تسمحي لطفلك بالنوم على أحد جانبيه طالما أن بمقدوره التدحرج ولف جسمه بشكل مريح من تلقاء نفسه، وأن الطفل بعد بلوغه شهره الرابع تقريبا يصير أقوى ويكون لديه مهارات أفضل على صعيد الحركة.
يمكنك القيام بذلك عبر اتّباع النصائح التالية:
- استخدام فرش ذي سطح ثابت للنوم، وتجنب المراتب الناعمة التي تسمح لطفلك بالانزلاق.
- استخدام شاشة لمراقبة حركة الطفل أثناء نومه.
- لف الطفل لمساعدته على النوم براحة أكبر على ظهره إلى أن تصير لديه مهارات في الحركة.
- تجربة وضع الطفل في حقيبة النوم إن وجدتِ أنه لا يستطيع تحمل عملية التقميط.