عندما يتناول الأطفال الصّغار الوجبات السّريعة، فإنهم يستهلكون سعرات حراريّة ودهون مشبعة وصوديوم أكثر من وجبات الطّعام التي تُحضّر في المنزل، كما يقلّ تناولهم للألياف الغذائيّة والفيتامينات والمعادن.
بالمقابل، لا يستطيع الآباء أحيانًا فرض حظر كامل على الوجبات السّريعة كالبطاطس المقليّة أو الكعك إذا اشتهاها الطفل. ولكن يتوجّب عليهم التّأكّد من اختيار الخيارات الغنيّة بالمغذّيات وبالكميات المناسبة، وفق اختصاصية التغذية فوزية جراد.
لذلك، بيّنت أهميّة وضوح الآباء مع أبنائهم فيما يتعلّق بقواعد الوجبات السّريعة، بحيث يطلب الوالدان من أطفالهما شرب الحليب مع الوجبة بدلاً من الصّودا، والسّماح لهم بالاختيار بين شرائح التفاح أو السّلَطة، بدلاً من الاختيار بين المقرمشات والبطاطس المقليّة مثلاً.
وكاقتراح آخر، يمكنهما فحص المحتوى الغذائيّ للوجبات المراد تناولها لدراسة أفضل الخيارات واختيار الأخف منها، قبل أنْ يصل الأطفال إلى المطعم، مثل: سلَطة مع الدجاج المشوي، أو لفائف الدجاج المشوي، أو برغر صغير الحجم، أو شطيرة لحم بقر صغيرة مشوية، إلى جانب شرائح التفاح، أو كوب كبير من الفاكهة المقطّعة.
ويمكن كذلك طلب وجبات تتناسب مع عمر الأطفال الصّغار، والتركيز على مقاومة تناولهم الوجبات الكبيرة، إلا إذا قام طفلان أو أكثر بتقسيم الوجبة بينهما، بحسب جراد.
ولا بدّ من إعادة التفكير في مشروباتهم، فإنْ رغبوا في تناول مشروبات الصّودا يمكن تشجيعهم على شرب اللّبن قليل الدّسم، أو الحليب الخالي أو قليل الدسم، أو شرب عصير الفواكه بدلاً منها، وتوجيههم نحو أصغر حجم ممكن.
خطّة لتناول وجبات خفيفة وصحيّة
من خلال احتفاظ الأبويْن بالأطعمة المُغذيّة في السيارة، بما في ذلك الفواكه المجففة والتفاح والمكسّرات إنْ كانت الرّحلة قصيرة، أما إنْ كانت طويلة، فيمكن وضع ثلاجة صغيرة في السيارة لتخزين الفواكه الطازجة والجبن واللبن قليل الدّسم وصناديق الحليب ومكسّرات الحبوب الكاملة وزبدة الجوز أو الحمص والخضار الطازجة، لتخطّي أو تكملة الوجبات السريعة.
وباعتقاد جراد، فإنّ التغذية الصحيحة تساعد على تجاوز الرّحلات الطويلة بالسيارة، خصوصًا إذا رافقها شرب كميّات كافية من السوائل، والإكثار من شرب الماء أو عصير التفاح، كما ينبغي الابتعاد عن المشروبات المحلاة بالسكر، حتى لا يشعر الأطفال بعدها بالتعب الكبير، لكونها تعمل على رفع مستوى السكر بالدم لفترة وجيزة، بخلاف السكريات الموجودة في الفواكه والخضار، والتي تساعد في الحفاظ على السكر في مستوى ثابت، بالإضافة إلى شطائر خبز الحبوب والطماطم والموز نظرًا لمثاليتهم للأطفال بصورة دائمة.