كل الحديث عن مخاطر زيادة الوزن صحيحة وموثقة علميا، وتبرر انشغال بال النساء والرجاء بالسمنة وبمشقات الريجيم والبرامج الغذائية والحميات.
لكن السؤال المفتاح الذي لم يكن يتنبه الكثيرون إليه، والآن أصبح الأساس، هو متى تقولين عن نفسك أنك سمينة؟ وما هو المقياس العلمي الدقيق الذي يميز بين الشخص المتعافي ذي الصحة الجيدة، وبين الشخص المعرض لخطر الإصابة بمشاكل صحية؟
هذا السؤال تابعه خبراء الصحة في موقع "بابا ميل"، واجتهدوا في وضع ما وصفوه بأنه شريط لقياس السمنة، يربط الوزن والحجم بالصحة بشكل علمي، يستحق التجربة واليقين.
طالما استخدم المتخصصون في هذا المجال مؤشر كتلة الجسم كأحد القياسات. لكنهم مؤخرا وجدوا به العديد من العيوب، ما فتح باب الجدل.
مؤشر كتلة الجسم يقيس نسبة وزن المرأة إلى مربع طولها. لكن وبحكم التعريف، لا يمكن لهذا المؤشر لكتلة الجسم التمييز بين كتلة العضلات والدهون. وإلا فإنه يجوز مثلا وصف الرياضي المدرب المحترف بأنه سمين.
تقرير "بابا ميل" يعرض الشواهد والحقائق العلمية والصحية، بالتذكير أنه لدى معظم الناس، يكون حوالي 90٪ من دهون الجسم تحت الجلد مباشرة. أما الـ 10٪ المتبقية فتسمى الدهون الحشوية أو تحت جدار البطن الثابت.
هذا المقياس للوزن والطول، لا يمكن له التمييز بين الدهون تحت الجلد والدهون الحشوية. علما أن الأبحاث تظهر بشكل موثوق أن الأخير فقط هو الذي يرتبط بالنتائج الصحية السلبية. و هذا يعني أنه حتى الذين يعانون من مؤشر كتلة الجسم المعتدل يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري وهي حقيقة أكدتها الأبحاث الحديثة.
في المقابل فإن المعيار الآخر الموثوق لقياس المخاطر الصحية لسمنة المرأة، هو الذي يركز على توزيع الدهون. يقيس نسبة الخصر إلى الوركين.
الفكرة هي أن الخصر يجب أن يكون أصغر من الوركين. وتتأسس هذه القناعة بالملاحظة العلمية لكون الأشخاص الذين يحملون معظم وزنهم الزائد في منطقة الخصر لديهم مخاطر أكبر للإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة. فكل شيء يتلخص في الدهون الحشوية وكميتها المفرطة التي يسميها العلماء "السمنة داخل البطن" وهي حالة مرتبطة بزيادة الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
تذهب النظرية الحديثة المُجرّبة الى تفضيل أن تكون النسبة 0.9 أو أقل في الرجال و0.85 أو أقل للنساء، وإذا زادت بمقدار 1.0 أو أعلى، يزيد خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
كل ما تحتاجينه هو شريط قياس وآلة حاسبة. واعلمي أن القياس على معدة فارغة يضمن الدقة.
قيسي أصغر نقطة في خصرك ثم قيسي الوركين من النقطة الأوسع. وبعد ذلك، قسمي القياسين، فيكون الرقم الناتج هو نسبة الخصر إلى الورك.
يقول التقرير إنه رغم كون هذا المقياس أكثر مصداقية من مقياس مؤشر كتلة الجسم ووزنه في تقييم خطر الإصابة بالأمراض، إلا إنه ليس المقياس الوحيد الذي يعتمده الطبيب أثناء الفحص البدني والسريري. تماما مثل فحص الدم.
وكما تعرفين بالبديهة أنه لا يمكن استخدام مقياس نسبة الخصر إلى الورك للنساء الحوامل أو لمن خضعوا مؤخرا لشفط الدهون في الخصر أو الورك.