في حين تشترك بعض الحيوانات كالكلاب، القطط، الغزلان والكنغر وكل الثدييات الأخرى، في أنّ شعر أجسامهم يحظى بنفس الطول تقريبًا، قد يتساءل البعض عن السّبب وراء عدم تغطية الشّعر جسم الإنسان بنفس الشّكل، ولأنّنا نفهم جيدًا الطريقة التي ينمو بها الشّعر، فيجب معرفة أنّ عملية نموّ الشّعر تمرّ عبر مراحل خاصّة بها، وهو ما يُفَسِّر سرّ نمو شعر الرّأس بشكل أطول من شعر الذراعين والساقين.
وتلك المراحل التي يمرّ بها الشّعر أثناء النموّ هي كما يلي:
مرحلة النّموّ
وهي مرحلة النّموّ الخاصّة بالبصيلات، وحينها عندما يتوطّد أحد البروتينات من جذوره، فإنّ الخلايا تتراكم وتُنسَج في قوام يشبه الحبل. وطالما أنّ الدّم المتدفّق عبر فروة الرأس يغذّي البصيلات، فيمكنها أنْ تستمرّ في الانقسام لمزيد من الخلايا والاندفاع إلى خارج البشرة بمعدل يقدّر بحوالي نصف بوصة شهريًا.
مرحلة الثبات
وهي المرحلة التي تتوقّف فيها البصيلات عن إنتاج مزيد من الخلايا وتتوقّف فيها خصل الشّعر عن النّموّ، لكنّها ستستمر في الاندفاع عبر السّطح، غير أنّ الأمور تستقرّ وتثبت مع ظهور أطراف خصل الشّعر وبروزها إلى الخارج.
مرحلة الراحة
بمجرّد سقوط خصلة الشّعر على الأرض، حينها تبدأ البصيلة في التقاط أنفاسها، وتبدأ في التعافي جرّاء تلك العملية على مدار بضعة أسابيع أو أشهر، وفي النهاية، وبعد أنْ تتعافى تمامًا، تبدأ مرحلة النّموّ من جديد.
وقد تلحظين أنّك لا تفقدين شعركِ بكميات كبيرة، وهو ما يرجع إلى تداخل هذه المراحل الثلاث مع وجود عدد صغير فقط بمرحلة الرّاحة في وقت واحد.
ونوّه باحثون إلى أنّ مرحلة نموّ شعر الرأس تستغرق ما بين عامين إلى 6 أعوام، بينما يدخل شعر باقي الجسم مرحلة الخمول بعد بضعة أسابيع فقط، وأضافوا أنّ الجانب الوراثيّ هو الذي يتحكّم في طول المدّة التي تستغرقها مرحلة النّموّ، وكلما طالت، كلما زاد نموّ الشّعر.
وعن سرّ غياب الشّعر بصورة نسبية عن جسم الإنسان باستثناء منطقة الرأس، فقد فسَّر ذلك اختصاصيّو علم الأحياء التطوريّ الأمر بقولهم، إنّ البشر الأوائل الذين هبطوا للأرض بعدما كانوا يعيشون على الأشجار مثلهم مثل معظم القرود الحديثة، كان يغطّي الشعر أجسامهم. لكنْ لاحقًا ومع جفاف الغابات وتحوّلها إلى سافانا (مناطق سهلية ذات عشب أصفر)، بات الشّعر مصدرًا لإزعاجهم وإعاقتهم. لذا فقدوه لكنْ ليس كلّه.
وأشار الباحثون كذلك إلى أنّ الإنسان واصل الاحتفاظ بشعر الرأس، لكي يوفّر لنفسه الحماية من الأشعة فوق البنفسجية واحتفظ بالحواجب ليبعد العرق عن منطقة العين. لكنّ هذا التفسير لم يتفق عليه آخرون، من منطلق أنّ الإنسان لم يكن بمفرده في السافانا.