في مشهد جمع بين الأزياء الراقية وعراقة التاريخ الفرنسي، قدّمت دار Louis Vuitton عرض مجموعة كروز 2026 في قصر البابوات بمدينة أفينيون، أحد أبرز المعالم التاريخية في فرنسا والمصنّف كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو.
وبذلك أصبحت الدار أول من يُقيم عرضاً على المدرج داخل هذا القصر العريق، الذي كان مقرّاً للبابوية على مدى 70 عاماً حتى عام 1377، حين عادت إلى روما.
جاء اختيار هذا الموقع الفريد ليجسّد التزام نيكولا غيسكيير، المدير الفني للمجموعات النسائية في الدار، بالحفاظ على التراث الثقافي ودعم الحرفية المحلية، في انسجام تام مع روح المجموعة التي حملت بُعداً مسرحياً جريئاً وذوقاً فنياً متفرّداً.
قدّم نيكولا غيسكيير، مجموعة نابضة بالحيوية، غنية بالتفاصيل الفاخرة، وجريئة في روحها، تحمل طابعاً استعراضياً مدروساً.
ورغم فرادة التصاميم وتميّزها، فإنها بدت قابلة للارتداء بوضوح وهو توازن دقيق لا ينجح الكثير من المصممين في تحقيقه.
استمدّت المجموعة روحها من مزيج آسر يجمع بين الأساطير القديمة والأسلوب العصري؛ من أجواء العصور الوسطى وتحديداً حقبة الملك آرثر، إلى لمسات مستوحاة من عالم الروك، مستحضرةً رموزاً مثل ديفيد بوي وفرقة Haim.
هذا التنوع في الإلهام منح التصاميم طابعاً مسرحياً مميزاً، استحضر الماضي من دون أن تبدو قديمة أو خارجة عن السياق العصري.
اتّسمت المجموعة بثراء الأقمشة، التي جاءت في أغلبها لامعة ومعدنية، مع تطريزات أضفت عليها طابعاً فاخراً. ومع ذلك، ظهرت بعض القطع العصرية التي كسرت هذا الطابع، مثل المعاطف القصيرة الكلاسيكية، والبدلات ذات التنانير القصيرة، بالإضافة إلى تصاميم من التريكو والجيرسيه بطابع غير تقليدي.
اعتمد Nicolas Ghesquière خامات مبتكرة وغريبة، من بينها قبعات مصنوعة من الرافيا وحقائب يد بإطارات خشبية، بالتعاون مع الحرفي الشاب توماس روجيه من منطقة الألزاس.
واستوحت الأقمشة المستخدمة ألوانها ونقوشها من الزخارف الموجودة في غرفة البابا الخاصة داخل القصر، بينما جاءت القصّات العصرية مثل التنانير الواسعة القصيرة والسراويل المحبوكة لتمنح المجموعة طابعاً معاصراً واضحاً.
أما الإكسسوارات فلفتت الأنظار بكونها غير تقليدية، إذ جاءت الأحذية المفتوحة على شكل جوارب مزيّنة بالمرايا، واستخدمت فيها خامات مختلفة. كما ظهرت جزمة جلدية مستوحاة من أحذية الفرسان، مغطاة بعدد كبير من الحلقات المعدنية الفضية.
حملت حقائب Alma زخارف ثلاثية الأبعاد مذهّبة، مستوحاة من الزينة الفاخرة التي تزيّن عادةً أغلفة الكتب النادرة.
وشهدت المقاعد الأمامية حضوراً لافتاً لعدد من النجمات العالميات، من بينهن كيت بلانشيت، إيما ستون، سيرشا رونان، كاترين دونوف، أليسيا فيكاندر، وستايسي مارتن، اللواتي تزامن وجودهن في جنوب فرنسا مع فعاليات مهرجان كان السينمائي.