فنانة تحول بقايا الورود الذابلة إلى أزياء أنيقة
فنانة تحول بقايا الورود الذابلة إلى أزياء أنيقةفنانة تحول بقايا الورود الذابلة إلى أزياء أنيقة

فنانة تحول بقايا الورود الذابلة إلى أزياء أنيقة

الفنانة كارا بيازا تختلف عن غيرها من العاملات في حقل تصميم الأزياء وتزيين الألبسة، لابل ربما كانت السباقة في هذا الميدان إلى استعمال الورود الذابلة وبقايا زهور وأوراق.. لتقديم ثياب مبتكرة ورخيصة وجميلة في الوقت نفسه.

ليس جديداً أن أحدهم اجتهد لتحويل القمامة الى قطع فنية، كما فعلت الفنانة البريطانية تريسي أمين. ومن غير المفاجىء أيضاً أن البعض سعى لابتكار ازياء من مواد عثر عليها في سلة المهملات، فقد جرب مصممون ذلك في الماضي.

درست التصميم في لندن

 

لكن بيازا، التي درست الفن في لندن وتخرجت قبل سنوات من كلية تشيلسي للفن والتصميم في العاصمة البريطانية، اختارت نوعاً محدداً من القمامة ولاسباب محددة أيضاً. فهي انتبهت إلى أن الورود التي لاتباع، أو ما بقي من زهور وأوراق نباتية في محلات بيع الورود، تعتبر أداة فعالة في الصباغة وإضفاء ألوان مبتكرة على النسيج.

وقد نلمس سر هذا الاهتمام في تعريف الفنانة عن نفسها نفسها بالقول إنها تقيم وتعمل في مدينة نيويورك، وتعمل بالصباغة الطبيعية وتصميم النسيج، مشيرة الى قناعتها البيئية، ورغبتها في تقديم نتاج قابل للاستمرار وأخلاقي، بمعنى أنه لا يأتي نتيجة لاستغلال أشخاص أو إساءة للبيئة.

وفي حي بروكلين، حيث تسكن، تقيم بيازا علاقات عمل مع محلات بيع ورود ومطاعم وغيرها من الاماكن التي توفر لها بقايا ورود وأزهار ذابلة، تستعملها فيما بعد لصباغة القماش والاكسسورات التي تشتغل عليها.

أيقونة

والطريف أن بين الخدمات المختلفة التي تقدمها المصممة، واحدة تتعلق بالمتزوجين حديثاً. فهي تعرض عليهن تحويل باقات الورود التي انهالت عليهن في حفلة العرس إلى نماذج لافتة من ثياب كيمونو اليابانية التقليدية، تكون بمنزلة الايقونات التي تتحدى الزمن وتذكرهم على الدوام بيومهم التاريخي.

والفنانة المتعصبة للبيئة ترى في وسائل وطرق الصباغة غير الطبيعي هدراً للمصادر الطبيعية ينطوي على إلحاق الكثير من الاذى بالبيئة، فهي تلوث الهواء والماء بمكونات قد يكون بعضها ساماً.

لا للنزعة الاستهلاكية

وبيازا مقتنعة كل الاقتناع بأن من الضروري أن يستعمل كل منا ثوبه أكثر من مرة، فمن الممكن تجديد الثوب وتحسينه وتغيير شكله كي يبدو مختلفاً وجديداً إلى حد ما. ففي قاموسها، النزعة الاستهلاكية مسيئة ليست مسيئة لجيب الانسان فحسب بل هي ضارة بالبيئة ايضاً.

واللافت أن أزياءها صارت رائجة على نطاق يتسع تدريجيا، وبات هناك معجبات وزبائن من مناطق شتى، ولاسيما أن تصاميمها وصلت الى مدارج العرض. لكن من يضمن أن تكون تصاميم هذه الفنانة الاستثنائية في مأمن من الاستهلاكية التي صارت تطاول المنتوجات الصديقة للبيئة بأنواعها؟

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com