تُعد ديور واحدة من أشهر العلامات التجارية الفرنسية، والتي يعود تاريخها إلى أربعينيات القرن الماضي، وتمتاز بتصاميمها الكلاسيكية الأنيقة.
فعلى الرغم من أن الكثير من السيدات يبحثن عن التجدد والعصرية، لا سيما فيما يتعلق بمجال الأزياء، إلا أن ديور أستطاعت أن تبقى هي الخيار الأول عند أغلب السيدات.
لذلك سنستعرض في السطور القادمة بعض المعلومات والحقائق عن تاريخ كريستيان ديور، وكيف تطورت هذه العلامة التجارية لتصبح على ما هي عليه اليوم.
أنشأها مصمم أزياء يُدعي كريستيان ديور عام 1946، وأطلقها كعلامة تجارية في عام1947 في باريس، ولفت الأنظار لتصميمه من أول عرض، إذ ركز على أثر الحرب العالمية الثانية من خلال اختيار القطع ذات الخصر الضيق، والتنانير المنتفخة، فكانت تصاميمه بمثابة صيحة جديدة في ذلك الوقت، مما جعله يضع ديور على الخارطة، كواحدة من أكثر العلامات التجارية المحبوبة والمرغوبة من قبل السيدات.
وبعد ذلك بدأت أشهر النجمات بالتوافد على كريستيان ديور، إذ ارتدت منه حينها الممثلة الأمريكية ريتا هايورث، وراقصة الباليه الشهيرة مارجوت فونتين، فكانت هذه الأزياء سابقة لعصرها، مما جعل ديور تعزز من نفسها، وتصبح العلامة التجارية الأكثر شهرة في تاريخ الملابس.
أصبح كريستيان ديور واحدًا من أشهر مصممي الأزياء في العالم بسرعة كبيرة، إذ افتتح متجرًا له في مدينة نيويورك عام 1948، وبدأ من خلال ذلك بالانطلاق إلى العالمية، ثم قام بتوسيع مجموعته فضمّ العطور؛ إذ بدأ بعطر Miss Dior، وكان الهدف من ذلك أن تشمل علامته التجارية الموضة بأكملها، سواء معاطف وأحذية وقبعات وعطور.
وواصلت ديور نموها واستمر كريستيان ديور بنفسه، بتصميم ملابس كبار النجوم في ذلك الوقت؛ إذ قام بتجهيز النجمة مارلين ديتريش لدورها عام 1950، في فيلم "Stage Fright"، وبقي تصميمه عنصرًا أساسًا في خزانة ملابسها، وخزانة العديد من النجمات في أواخر الأربعينيات وأوائل خمسينيات القرن الماضي، ثم تعرض كريستيان ديور عام 1957، لنوبة قلبية شديدة أدت إلى وفاته وكان يبلغ من العمر حينها 52 عامًا فقط.
تعرضت ديور إلى العديد من الضربات بعد وفاته؛ إذ تولى إدارتها عدد من المصممين المبدعين، إلا أن مارك بوهان هو من استطاع إعادة ديور إلى مكانتها، من خلال التمسك بتصاميم كريستيان ديور مع إجراء بعض اللمسات البسيطة. وبقي بوهان مع ديور لأكثر من عقد، استطاع من خلاله جعل متاجر ديور موجودة في العديد من الدول، مثل بريطانيا وتحديدًا لندن، وهونج كونج.
وبعد ذلك تولى جون غاليانو منصب المدير الإبداعي لديور، وحينها أصبحت ديور من العلامات التجارية المفضلة لدى الأميرة ديانا التي كانت ترتدي جميع تصاميم ديور، كما أصبحت حقائب ديور عنصرًا أساسًا في إطلالتها، لذلك قام غاليانو بتصميم حقيبة أطلق عليها اسم Lady Dior، وقامت الأميرة ديانا بحمل الحقيبة معها في كل مكان، مما ساعد على انتشار قطع ديور الجلدية في كل مكان.
ترك غاليانوديور منصبه في عام 2011، وتولى راف سيمونز إدارتها، وسعى من خلالها إلى إعادة تصاميم كريستيان ديور الكلاسيكية، فكانت إبداعاته أقل أهمية وأنثوية، مما جعل دار الأزياء تقوم بتعيين ماريا غراتسيا كيوري كأول مديرة فنية لديور، والتي أضافت لمسة أنثوية وعصرية إلى تصاميم ديور الكلاسيكية.