بعد وفاة المصمم الأيقوني كارل لاغرفيلد في شهر فبراير الماضي، شهدت سنة 2019 وفاة مصمم أيقوني آخر قبل أسبوع من رحيلها، مصمم الأزياء الفرنسي - الإيطالي إيمانويل أنغارو ، والذي يعد من أشهر مصممي أزياء الهوت الكوتور الفرنسية.
ويعرف المصمم بهوسه بالإثارة، مع حرصه الشديد على الجمع بين الأنماط المتناقضة، وعشقه للتفاصيل الأنثوية كالكشاكش والطيات والتجعدات، وقد قضى أنغارو حياته المهنية في مساعدة النساء على تحقيق مستويات عالية من التميز والفرادة في الأزياء.
وقد تدرب تحت قيادة الأب الروحي للأزياء الراقية، كريستوبال بالنسياغا، الذي زعم أنه علمه "صرامته" و"كماله"، وواصل أنغارو مسيرته في عام 1965 بافتتاح منزله للأزياء الراقية والذي يحمل اسمه، وبلمسته الخاصة.
ونأى المصمم بنفسه بشكل حاسم عن الأناقة المهندمة التي تميز الملابس الرسمية، رافضا تصميم فساتين السهرة التقليدية، ومؤكدا أن روح العصر تستدعي منه تصميمات أصغر سنا وأكثر شياكة وشغفا، قائلا: "أنا رجل من هذا العصر وسأصمم للسيدات ما يليق بهذا العصر".
ونجحت تصاميمه الجريئة المذهلة في اجتذاب عدد لا يحصى من العملاء رفيعي المستوى، بما في ذلك أيقونة الموضة والسيدة الأولى الأمريكية جاكي كينيدي والنجمة الفرنسية كاثرين دينوف، إلى جانب نجمات الصف الأول في هوليوود أمثال ويتني هيوستن، سيلين ديون، سارة جيسيكا باركر، كاميرون دياز وجينيفر لوبيز.
وأصبحت الكثير من أعمال أنغارو من سبعينات وثمانينات القرن العشرين مرجعا رئيسيا لعروض اليوم، حيث يستلهم منه أبرز مصممي العصر الحالي أمثال ريتشارد كوين وباكو رابان وبالنسياغا أيضا تحت قيادة ديمنا غفاساليا تصاميمهم، من خلال التلاعب بالكثافة والكشكشة العملاقة والطبعات المتناقضة الغنية بالألوان، وهي من التفاصيل التي ميزت أعمال أنغارو.
وقد تقاعد أنغارو من صناعة الأزياء عام 2005، حيث قام ببيع علامته التجارية لرجل الأعمال في وادي السيليكون عاصم عبد الله مقابل 84 مليون دولار، وبالرغم من نجاح علامته التجارية وامتلاكها سمعة جيدة في صناعة الأزياء إلا أن مدراءها الإبداعيين قاموا بسلسلة من الأخطاء، دفعت المؤسس للتعليق عليها.
فبعد أن تم تعيين الممثلة ليندسي لوهان لفترة وجيزة كمصممة شرف، قال أنغارو: "تعاون ليندسي لوهان كان كارثة، أنا غاضب ولكني لا أستطيع فعل أي شيء حيال ذلك، علامتي هي في طور فقدان روحها، وهذا يحدث للكثير من المصممين، كنا المبدعين والرعاة، المسؤولين عن إنشاء وتحديد مصير منازلنا، ولكن عندما تركنا منازلنا، تخلينا عن أرواحنا".
وبعد عامين من تدهور حالته الصحية، وفقا لأحد أفراد أسرته، توفي في نهاية المطاف في باريس في نهاية هذا الأسبوع.