شهدت الليلة الماضية العرض الثالث لدار الأزياء الشهيرة فيندي، بعد أن أقيم ثاني العروض في باريس عقب الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 90 لافتتاح دار الأزياء في روما. وربما لا يحمل مسرح Théâtre des Champs-Élysées مكانةً في خيال الجميع مثل تلك الموجودة لنافورة تريفي، لكنه لا يزال موقعاً مذهلاً.
ورُفع الستار ليكشف عن محيط أشبه بجو الغابات بغسقٍ وردي، محضراً بذلك مشهداً رائعاً لمجموعة الأزياء التي استخدم فيها المصمم كارل لاغرفيلد مجموعة واسعة من الأزهار الخيالية.
وظف فيندي العديد من الأمور الخيالية غير الموجودة على أرض الواقع مثل الخشخاش الأزرق، فاستخدم نسخاً متعددة زرقاء من الزهرة مصنوعة من الفرو على حواف معطف من صوف خروف فارسي مجزوز لونه بني فاتح.
وما لا تستطيع هذه الصور إطلاعك عليه هو براعة التصميم واختيار القماش، حيث أن الحواف العلوية المحيطة بالأكتاف وكذلك نهايات الأكمام في معاطف أخرى، مصنوعة من فرو خرفان فارسية، مع قطع صغيرة من فرو حيوان المنك المجزوز أيضاً تمت خياطتها جميعاً لربطها ببعضها.
أما فرو المنك فقد تطلب ظهوره في العرض سنوات من التجربة والخطأ التي تمخض عنها ظهور تقنيتين يمكن استخدامهما لترويضه: فصُبغ الفراء بلون قاتم رائع من المرجان واستُخدم كتنورة لفستان قصير، وفرو المنك المجزوز المصبوغ يدوياً استخدم كمعطف مجنّح.
وتماشياً مع الموضوع العام لعرض المجموعة، حملت بعض العارضات حقائب ذكية التصميم من أكياس الأزهار حيث كوّنت طريقة ترتيب القماش شكل الأزهار، واستخدم فيها حزام وقطع من الجلد والفرو لصنع أشكال أوراق أزهار كوّنت معاً الباقة الكاملة، والتي ضمت بهذا الشكل أزهار الخشخاش والشقائق والسوسن.
وانتهى العرض بفستان زفاف، وتماماً مثل الكثير من الفساتين الأخرى في المجموعة، تكوّن فستان الزفاف من عدة أشكال مختلفة من الأنماط أكثرها إثارة للدهشة كان نمط الشبكة الذي ميّز الشال المرفق والمكوّن من 9 آلاف قرص صغير تطلبت خياطتها عليه باليد 1250 ساعة.
وعندما خرج مصمم فيندي لاغرفيلد للمرة الثانية والثالثة كان وفريقه يستحقون التصفيق بالحماس الذي تلقوه.