على شاطئ الريفييرا الفرنسية، تتربع إمارة موناكو الصغيرة الوادعة، وكالنّجمة في قلب الهلال تحيط بها فرنسا من ثلاث جهات، بينما تبعد عن مركز إيطاليا حوالي 16 كم.
وتُعدُّ موناكو البلد الأكثر كثافةً سكانية في العالم بالنسبة لمساحتها التي تبلغ 1.98 كم2، بينما عدد سكانها 35,986 نسمة وذلك بحسب إحصائيات عام 2011، لكن وبعد التوسع الأخير في ميناء هرقل، أصبحت مساحتها الإجمالية 2.05 كم2 مع وجود خطط جديدة للتوسع باستصلاح أراض من البحر الأبيض المتوسط.

ويتمتّع سكّانها بالأسباب الكافية لعيش حياةٍ رغيدة، حيث يُعد الناتج المحلي الإجمالي لموناكو الأعلى في العالم بما يقارب 151,630$ للفرد الواحد، كما تمتلك أدنى معدل للبطالة بنسبة 0% مع وجود حوالي 40,000 من العمال المتنقلين من فرنسا وإيطاليا كل يوم، ومن هنا فليس غريباً أن تمتلك موناكو أعلى مأمول حياة في العالم عند ما يقارب 90 عامًا بحسب تقديرات وكالة المخابرات المركزية لعام 2011.
يعيش سكانها حياةً مرفّهة حيث أن 30% منهم أثرياء والبعض فاحشي الثّراء، على الرّغم من أن مواطنيها الحقيقيين لا يشكلون أكثر من 16% وذلك لأنها وجهة الأثرياء من كل أنحاء العالم، وبالأخص فرنسا وإيطاليا.

متوسط سعر المتر المربع في موناكو أكثر من 500 ألف جنيه وهو ما يعادل سعر شقة سكنية في البلدان العربية، ومتوسط أسعار الشقق 60 - 80 مليون دولار.
فيها أكبر عدد من السيارات الفارهة في العالم مقارنةً بعدد سكانها، وأغلى بيت في العالم، والذي يبلغ ثمنه 440 مليون دولار!.
نسبة الجريمة أقل من %3 ونسبة الفقراء فيها 0%.
لديها أشهر كازينو في العالم، "كازينو مونتي كارلو" الذي يُعتبر من أهم وأقوى مصادر ثرواتها، حيثُ أنَّ عائداته وأرباحه جلبت ثروة طائلة للدولة، لدرجةٍ دفعتها لإلغاء الضرائب تماماً مما جعلها الملاذ والمعقل الأكبر للأغنياء في العالم.
يقامُ فيها واحدٌ من أشهر سباقات السيارات في العالم ""Grand Prix، كما تضمّ أكبر نادي لكرة القدم (AS Monaco) والذي يشترك في الدوري الفرنسي.
كلّ ما سبق يجعل نسبة الأخبار الحزينة في صحفها اليومية أقل من %1، ويجعل موناكو حلماً جميلاً لكلِّ من يبحث عن الأمان والرفاهية في عالمٍ بات يعجُّ بالحروب والجرائم والمجاعات.