في عصرنا الحالي، ومع زحمة الصور المذهلة على "إنستغرام" والترويج المكثف للمواقع السياحية، قد يقع كثير من الأشخاص في الديون سعيا لخوض تجربة السفر.
ولكن هل تستحق التجربة فعلا الثمن المالي المدفوع؟ وهل يمكن تصنيف الدَّين الناتج عن السفر كاستثمار جيد، أم كعبء مالي يثقل كاهلك لسنوات قادمة؟
يُفرّق الخبراء بين نوعين من الديون: الدَّين الجيد، مثل القروض الدراسية أو العقارية؛ لأنها غالبا ما تؤدي إلى مردود طويل الأجل؛ والدَّين السيئ، مثل استخدام بطاقة الائتمان في نفقات غير ضرورية يصعب سدادها لاحقًا. وفي هذا السياق، تبرز فئة ثالثة مثيرة للجدل، وهي ديون السفر.
تقول ناتاليا براون، مسؤولة شؤون المستهلك في مؤسسة National Debt Relief، إن دَين السفر قد يكون جيدا أحيانا إذا خُطّط له مسبقا، لكن الوقوع في فخ استخدام بطاقات الائتمان لتمويل رحلات باهظة من دون وجود خطة سداد واضحة، خصوصا إذا كنت تعاني أصلًا من ضيق مالي، قد يكون أمرا كارثيا.
وعلى الرغم من التحذيرات، هناك من يبرر اقتراضه من أجل مناسبات لا تتكرر مثل، حضور زفاف صديق مقرب، زيارة والد مريض، أو قضاء رحلة ما قبل الولادة مع الشريك.
إليك نصائح مهمة بالسفر من دون الوقوع في فخ الديون:
قم بإنشاء حساب توفير مخصص للسفر، وحوّل جزءا ثابتا من دخلك إليه شهريا. حتى المبالغ الصغيرة تُحدث فرقًا بمرور الوقت.
ضع ميزانية شاملة قبل السفر وابحث عن أفضل الأسعار والعروض. استخدم تنبيهات الرحلات الجوية وراقب التخفيضات على الإقامات.
بطاقات الائتمان قد توفر مكافآت ونقاط سفر، لكن تأكد من قدرتك على تسديد المبلغ بالكامل لتفادي الفوائد المرتفعة.
قد تبدو خدمات "اشترِ الآن وادفع لاحقا" مغرية، لكنها قد تتركك تسدد ثمن الرحلة بعد زوال لذّتها.
تجاهل بريق إنستغرام وخطط لرحلة تتماشى مع دخلك. السفر تجربة شخصية، وليس استعراضا بصريا للآخرين.
سواء كانت رسوما خفية، أو طارئا صحيا، أو تغيّرا في الطقس، من الذكاء أن تضع هامشا احتياطيا في ميزانيتك لتلك المفاجآت.
السفر بالدين، إذا كنت قادرا على سداد التكاليف من دون الإخلال بميزانيتك، وكان السفر بالنسبة لك تجربة ذات مغزى أو ضرورة إنسانية، فقد يكون الأمر مبررا، أما إذا كانت النتيجة ديونا متراكمة من دون خطة سداد واضحة، فالأرجح أن الذكرى الجميلة والسفر سيتحولان لعبء ثقيل.