يظن البعض أن المطارات مجرد محطات عبور وانتظار، لكنها تغيّرت وأصبحت وجهات بحد ذاتها للعديد من المسافرين.
تسعى المطارات باستمرار إلى تحسين تجربة السفر وتقديم وسائل راحة غير متوقعة، مع الحرص على جعل وقت الانتظار أكثر متعة وفائدة.
هذه التحولات جعلت السفر أكثر سلاسة وأقل توتراً، وحوّلت بعض المطارات إلى محطات جذب سياحي صغيرة تسبق لحظة الإقلاع.
خدمات خفية في المطارات لا يعرفها كثيرون
إليك بعض الميزات التي قد لا يعرفها كثيرون عن المطارات، وفق ما نشره موقع HuffPost:
غرف اليوغا والتأمل
تُعتبر غرف التأمل واليوغا واحدة من أبرز الميزات التي توفرها عدة مطارات حول العالم، مثل مطار سان فرانسيسكو ومطار دالاس فورت وورث وغيرها. وما على المسافر سوى متابعة أخبار شركات الطيران للتأكد من الخدمات المتوفرة والمستحدثة.
والهدف من هذه الخدمة هو مساعدة المسافرين على التخلص من ضغوط السفر والانتظار الطويل عبر منحهم مساحة هادئة لممارسة تمارين تنفس أو جلسات يوغا سريعة.
هذا النوع من الخدمات يعزز الصحة النفسية والبدنية للمسافرين، خاصة أولئك الذين يتنقلون برحلات طويلة.
المساحات الخضراء والحدائق
تتجه مطارات عدة نحو إضافة لمسات طبيعية عبر الحدائق والمساحات الخضراء الداخلية.
والمثال الأبرز هو مطار شانغي في سنغافورة، الذي يضم شلالا داخليا يعد الأعلى في العالم وحديقة فراشات مذهلة، إضافة إلى متاهات نباتية وزهور موسمية.
هذه التجربة لا تقتصر على سنغافورة، إذ بدأت مطارات مثل الدوحة وسيؤول في اعتماد أفكار مشابهة، لخلق أجواء هادئة داخل بيئة السفر.
الجولات السياحية المجانية
إذا كان لديك توقف طويل بين رحلتين، فقد يتحول الانتظار إلى فرصة سياحية فريدة. فبعض المطارات الكبرى مثل إسطنبول، سنغافورة وسول، تقدّم برامج جولات مجانية للمدينة مخصّصة للمسافرين العابرين.
وخلال هذه الجولات، يمكن للركاب استكشاف أبرز معالم المدينة من دون الحاجة إلى ترتيبات معقدة أو الحصول على تأشيرات طويلة. هذه المبادرات تعكس حرص المطارات على تحويل فترات الترانزيت إلى تجارب غنية بالذكريات، بدلاً من أن تبقى ساعات مملة داخل صالات الانتظار. إنها بالفعل وسيلة ذكية لتعزيز السياحة المحلية، ومنح المسافرين تجربة أكثر تنوعًا وثراءً.
المساحات المخصصة للعمل والنوم
مع تزايد عدد العاملين عن بُعد والمسافرين بغرض الأعمال، بدأت المطارات بتوفير حلول عملية تلبي احتياجاتهم، مثل كبائن العمل الخاصة وغرف الاجتماعات الصغيرة، إضافة إلى كبائن النوم.
في مطار جون كينيدي بنيويورك مثلًا، يمكن للمسافرين الاستفادة من مساحات عازلة للصوت تتيح لهم إجراء مكالماتهم أو إنجاز مهامهم في أجواء من التركيز.
أما المسافرون المرهقون، فتنتظرهم كبائن نوم مريحة تمنحهم قسطًا من الراحة قبل مواصلة رحلتهم.
هذه الخدمات تجعل المطار بيئة أكثر إنتاجية وراحة، وتؤكد أن زمن المقاعد البلاستيكية الباردة بدأ يتراجع أمام مفهوم جديد للسفر أكثر إنسانية ومرونة.
المكتبات واستعارة الكتب
بعض المطارات حول العالم تقدم للمسافرين فرصة فريدة لقضاء وقت الانتظار بين الكتب. ففي مطار أمستردام مثلًا هناك مكتبة مفتوحة 24 ساعة تسمح بالقراءة من دون أي التزام بالشراء.
كما توجد مبادرات أخرى مثل تبادل الكتب في مطار هلسنكي، ومكتبة صغيرة في مطار تالين بإستونيا، و"Flybrary" في مطار كيب تاون.
حتى المطارات الأميركية دخلت السباق ببرامج مثل "Books on the Fly" في دايتونا بيتش، أو التحميل الرقمي المجاني للكتب في فيلادلفيا. هذه الأفكار تجعل المطارات بيئة ثقافية لكل زائر.
مراكز اللياقة البدنية
لم تعد المطارات تكتفي بمقاعد الانتظار أو الصالات التقليدية، بل باتت تقدّم للمسافرين خيارات رياضية مبتكرة تساعدهم في الحفاظ على نشاطهم خلال الرحلة.
ففي سان فرانسيسكو مثلًا، وفّرت صالة Club SFO أجهزة حديثة مثل مرايا اللياقة ومساحات للإضاءة العلاجية، إلى جانب غرف استحمام للاسترخاء بعد التمرين.
أما مطارات كبرى مثل تورونتو، شيكاغو، ودبي، فقد خصصت صالات رياضية كاملة تتيح للركاب ممارسة التمارين أثناء فترات التوقف الطويلة، مما يحوّل وقت الانتظار إلى تجربة أكثر فائدة.
كما ظهرت في بعض الصالات أجهزة رياضية متطورة مثل دراجات Peloton، ما يجعل السفر أقل إنهاكًا، ويمنح المسافرين فرصة مثالية لاستغلال أوقاتهم بفعالية ونشاط.
حوّلت الميزات الجديدة المطارات من مجرد نقاط عبور إلى بيئات متعددة الوظائف تُعنى براحة المسافرين وتلبي احتياجاتهم المتنوعة. لذلك، قبل أن تختار وجهتك، من المفيد أن تتعرّف على الخدمات التي يقدّمها المطار الذي ستسافر عبره، لتعيش تجربة مختلفة ومميزة تجعل رحلتك أكثر سهولة ومتعة.
