تجذبنا الآثار دائمًا عندما نفكر في السياحة، فهي تعرفنا إلى حضارات قديمة تركت إرثها على الأرض. فمنذ آلاف السنين، تروي هذه الأماكن قصصًا عن معتقداتهم وعلومهم وأسلوب حياتهم.
وعادةً ما يستمتع السياح عند زيارة هذه الأماكن بالتعرف إلى ذلك الإرث العظيم الذي خلّفه من سبقونا، وربما تصيبهم الدهشة من روعة الهندسة المعمارية التي تمتعت بها تلك الشعوب قبل آلاف السنين.
وفي حين قد يظن البعض أن الآثار مجرد حجارة مرصوفة، إلا أنها في الحقيقة شواهد على إبداع الإنسان في العصور القديمة، ومقصد مهم لعشّاق السياحة التاريخية على الدوام.
أروع الآثار القديمة في العالم
إن كنت من عشّاق التاريخ والتعرّف إلى الحضارات القديمة، فإليك هذا الدليل لأبرز الآثار التي تجذب السيّاح من مختلف أنحاء العالم لزيارتها.
باغان – ميانمار
في قلب سهل ميانمار، تنتشر أكثر من 2,300 معبد وستوبا (نُصُب بوذي على شكل تل أو قبّة يُبنى عادة لحفظ رُفاة راهب أو قدّيس، أو آثار مقدسة) وباغودا (برج معبدي متعدد الطوابق)، وهي بقايا لما يقارب عشرة آلاف مبنى شُيّد بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر. هذا المكان يشبه أكبر نصب ديني في العالم، "أنكور وات" في كمبوديا، لكن من دون الحشود.
يمكنك التجوّل بالدراجة وسط المعابد الصامتة، واكتشاف تماثيل بوذا الذهبية المختبئة في الزوايا.
ويكمن سحر باغان في امتدادها اللامحدود وصمتها، حيث تشعر وكأنك في عالم آخر، لا يشاركك فيه سوى التاريخ والسماء.
حديقة رابا نوي الوطنية - تشيلي
تقع الجزيرة في جنوب المحيط الهادئ، وتضم مئات التماثيل الحجرية العملاقة "مواي" التي أبدعها شعب رابا نوي بين القرنين العاشر والسادس عشر. يبلغ طول بعضها نحو 18 مترًا، وتطل نحو الداخل كما لو أنها تحرس الجزيرة.
الطابع المعزول للجزيرة جعل منها متحفًا طبيعيًّا للفن والتقاليد النادرة، من نقوش الصخور إلى المنازل الحجرية القديمة. هذه الأعمدة الصامتة تروي قصة شعب غامض بأسلوب مدهش.
تشيتشن إيتزا - المكسيك
تشيتشن إيتزا هي إحدى عجائب العالم، إذ تجذب ملايين الزوار سنويًّا. يتميز هرم كوكولكان، أو "إل كاستيو"، بتصميم فلكي عبقري؛ إذ تظهر على درج الهرم ظاهرة ظل الأفعى المتحركة خلال الاعتدالين.
هذه اللحظة الساحرة، التي تمثل عودة الإله كوكولكان، تُبهر الزائرين. كما يضم الموقع مراصد فلكية، وملاعب شعائرية، ومعابد مكرّسة للنمور، ما يجعلها تجربة لا تُنسى رغم الزحام.
قلب العصر الحجري الحديث – إسكتلندا
في جزر أوركني الإسكتلندية، توجد أربعة معالم مذهلة تعود لأكثر من 5,000 عام، وهي: خي ستونز أوف ستينيس، وماييشاو، وسكرا براي، ورينغ أوف برودغار.
هذه الآثار، الأقدم من ستونهنج، محفوظة بشكل رائع بفضل موقعها النائي. تُعد سكرا براي، التي تُشبه "بومبي الإسكتلندية"، نافذة على الحياة اليومية في العصر الحجري.
أما معبد ماييشاو، فيحتوي على نقوش تعود لفايكنغ، فيما تظل دوائر برودغار الحجرية شامخة وسط الطبيعة الصامتة.
من آسيا إلى أمريكا الجنوبية، ومن جزر المحيط الهادئ إلى جزر الشمال، تدهشنا آثار العالم القديم بإبداعها وغموضها. كل حجر وأثر يحمل قصة يستحق أن يشاهد عن قرب.
