لم يعد السفر بالنسبة لبعض السياح مقتصرا على زيارة المدن أو الاسترخاء على الشواطئ؛ بل باتوا يفضلون طرق أبواب جديدة في عالم السياحة وأخذ مسارات مختلفة تتوافق مع توجهات السفر العالمي.
ومن ضمن أنواع السياحة والاتجاهات المختلفة، يبرز ما يعرف بالسياحة الزراعية، والتي تعني نمط من العطلات يتم فيه تقديم الضيافة في المزارع، مما يوفر للمسافرين فرصة فريدة للانغماس في الحياة الريفية، وذلك وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO).
أما بحسب تعريف منظمة السياحة العالمية (UNWTO)، تجمع السياحة الزراعية بين الزراعة والسياحة لتعزيز السياحة المستدامة، ودعم الزراعة المحلية، وتحقيق فوائد اقتصادية للمجتمعات الريفية.
والسياحة الزراعية ليست مجرد زيارة لمزرعة، بل هي تجربة حسية تأخذ السائح في رحلة إلى جذور الجهود التي يبذلها المزارعون، ودعوة لاستبدال ضوضاء المدينة بهدوء الريف، ولمشاهدة دورة الحياة في الحقول والبساتين، وتذوق المنتجات الطازجة.
تتنوع أشكال السياحة الزراعية لتلبية اهتمامات مختلفة، وتشمل:
تتجاوز فوائد السياحة الزراعية مجرد الترفيه، فهي تمتد لتشمل جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية:
تقدم السياحة الزراعية تجربة ممتعة ومسلية لجميع أفراد العائلة بتكلفة معقولة، فبدلاً من إنفاق مبالغ كبيرة على الأنشطة الترفيهية التقليدية، يمكن للعائلات الاستمتاع بوجبة محلية شهية وقضاء صباح ممتع في مزرعة مقابل مبلغ أقل من مئة دولار.
كما أن متعة قطف الفاكهة الطازجة والمشاركة في الأنشطة الزراعية البسيطة تخلق ذكريات جميلة تدوم طويلاً، وتوفر بديلاً جذاباً وبأسعار مناسبة للخيارات الترفيهية الأخرى.
تتيح السياحة الزراعية فرصة فريدة للتعرف على الثقافة المحلية بشكل مباشر، واكتشاف عالم جديد من الزراعة وأنماط الحياة المختلفة.
وإلى جانب ذلك فإن التفاعل مع المزارعين المحليين والتعرف على أساليب زراعتهم ومنتجاتهم يوفر فهماً أعمق للثقافة والقيم المحلية.
ويمكن لهذه الأنشطة أن تمنح المسافر نظرة عميقة على طبيعة الحياة في المجتمعات المحلية.
تقدم السياحة الزراعية تجربة تعليمية غنية، خاصة للأطفال، حتى وإن لم يدركوا ذلك في البداية، إذ إن زيارة المزارع والمشاركة في الأنشطة الزراعية هناك فرص لتعلم مفاهيم مالية بسيطة عند حساب وزن الثمار، والمشاركة بأنشطة مهارات الطهي عند تحضير الأطعمة باستخدام المنتجات الطازجة التي تم جمعها.
تعتبر السياحة الزراعية خيارا مفيدا للمسافرين من جميع الأعمار، فهي تجمع بين المتعة والتعلم وفرصة حقيقية للتواصل والتعارف مع الثقافة المحلية ودعم المجتمعات الزراعية.