قد تبدو فكرة "اتجاهات التصميم الداخلي" متناقضة بعض الشيء، إذ يُفترض أن يمنحنا المنزل شعورًا بالثبات والديمومة، بينما تحمل فكرة "الاتجاه" طبيعة متغيّرة وعابرة.
فبينما يمكننا استبدال بنطال جينز أو حذاء موسمي بسهولة، فإن تغيير ديكور المنزل يتطلّب استثمارًا كبيرًا من الوقت والجهد والمال. من يُبدّل أريكته كل موسم مثلًا؟
ورغم ذلك، فإن عالم التصميم لا يتوقف عن التغيّر، ولو ببطء. فقد شهدنا تراجع أسلوب البساطة المفرطة الذي ساد في التسعينيات، لصالح أسلوب أكثر جرأة وتفصيلًا.
واليوم، وبعد مرور ربع قرن، يبقى السؤال: ما الذي يمكن فعله لضمان أن يظل تصميم منزلك أنيقًا ومتجددًا لسنوات طويلة؟
في هذا السياق، أجرت مجلة Vogue لقاءً مع 11 من أبرز مصممي الديكور الداخلي، لاستطلاع آرائهم حول الاتجاهات الصاعدة، وتلك التي باتت في طريقها إلى الزوال.
الإجماع كان واضحًا: الديكورات الداخلية البيضاء بالكامل التي كانت رائجة في السنوات الأخيرة باتت تُعتبر من الماضي.
توضح بريجيت رومانيك، مصممة الديكور الحاصلة على تصنيف AD100:
الناس يريدون الآن منازل تنبض بالحياة وتعكس شخصياتهم، مع أثاث يحمل قصة وتاريخًا.
في المقابل، نشهد عودة قوية لعناصر كانت مهمّشة لفترة:
أصبحت الأقمشة عنصرًا فنيًا بحد ذاته، لا مجرد إضافة زخرفية، بل وسيلة لإضفاء عمق ودفء على الفراغات.
وفقًا للمصمم ألفريدو باريديس، يشهد الأثاث البني الكلاسيكي—خصوصًا التحف الإنجليزية والأمريكية—عودة لافتة، كرمز للأصالة والثراء البصري في البيئات المعاصرة.
المخمل، بأنواعه المختلفة من القطن والكتان والمخمل المقصوص بنقوش، أصبح خيارًا مفضّلًا، متفوقًا على قماش البوكليه الناعم الذي ساد لفترة.
الأصفر، الذي عاد بقوة العام 2024، يستمر هذا العام مع الأزرق بدرجاته الهادئة. ويُعد مطبخ مونيه في "جيفرني" مرجعًا بصريًا مثاليًا لهذا التوازن بين الدفء والانتعاش.
لم تعد التصاميم الجدارية محصورة بالمساحات الصغيرة، إذ يُقبل عدد متزايد من العملاء اليوم على تزيين الجدران بتفاصيل فنية تضفي إحساسًا بالفخامة والراحة على كل غرفة.
إذا كنتِ تُفكرين بتجديد منزلكِ هذا العام، فربما حان الوقت لإعادة النظر في بعض التفاصيل، وتبنّي عناصر تُعبّر عنكِ وتمنح منزلكِ طابعًا شخصيًا يدوم بعيدًا عن تقلبات الموضة.