زاوية "ماذا تقرأ؟"، نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكُتّاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تُلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصاً عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية، إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.
يكشف المطرب الأردني عمر العبداللات، أهمية الوعي الثقافي للفنان وتنمية أفق تفكيره من خلال القراءة والاطلاع، مبينا علاقته العميقة بالكلمة والكتاب، ومشددا على أهمية أن يكون الفنان على اطلاع على ما يدور حوله، كثقافة عامة يجب أن يتحلى بها، فضلا عن كون القراءة توسع مداركه، وتثري مخزونه اللغوي.
ويبين العبداللات في حديثه مع موقع "فوشيا"، رؤيته لعالم القراءة واهتماماته، ويفسر علاقته بالكتاب الورقي والإلكتروني.
مثل كل الأشخاص الذين طوروا علاقتهم بالكتب، من مجرد كتب يجب أن يتتلمذوا بمحتواها أيام الدراسة، إلى اتخاذ قرار بالتوسع في قراءة القرآن الكريم، والكتب الدينية في مرحلة الشباب، قبل التوسع بالاطلاع على الكتب المعرفية والثقافية والتاريخية، وخاصة الروايات العالمية، ودواوين الشعر في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام وبالتأكيد العصر الحديث.
أعيد قراءة رواية "قواعد العشق الأربعون" للكاتبة التركية إليف شافاق مجددا، وكنت قد قرأتها قبل أكثر من عشرين عاماً.
تقدم الرواية حكايتين متوازيتين، إحداهما تحدث في الزمن المعاصر، والأخرى في القرن الثالث عشر، عندما واجه جلال الدين الرومي مرشده الروحي، الدرويش المتنقل المعروف باسم شمس التبريزي"، وكيف أنهما جسّدا معا رسالة شعر الحب الخالدة. ويستطيع المتبحر في الرواية أن يحصي أربعين قاعدة للعشق الإلهي. ولفت انتباهي أن إحدى هذه القواعد مثلاً، تتناول أن قراء القرآن الكريم، يفهمونه بمستويات مختلفة، طبقا لعمق فهمهم للآيات، وأن هؤلاء يقسمون إلى أربعة مستويات من البصيرة، الأول: فهم المعنى الخارجي فقط وهو الذي يعرفه كل الناس، والثاني: هو الباطني وهم من يبحثون عن معاني وتفاسير الآيات، والثالث: هو باطن الباطن وهم من يبحثون أكثر، والمستوى الرابع: العمق، وهو يمثل مرحلة التماهي مع الآيات الكريمة.
أحرص أحيانا على إعادة قراءة بعض الكتب والروايات في مجالات مختلفة، من باب استعمال العقل بالتفكير، وإعادة النظر بالمعلومات التي قد تكون مرت علينا سابقا.
لا يوجد كاتب محدد، مع احترامي الكبير لكل الأدباء على اختلاف مجالات إبداعهم، أنا يشدني الموضوع أكثر، وقد يكون عنوان أي كتاب، هو الرسالة التي أتلقاها بعقلي للحصول عليه.
متى توفر الوقت أقرأ، لكن قد أكشف سرا، أنني أفضل أن أقرأ في المرحلة التي ترافق تسجيل أعمالي الغنائية، حين استعد لدخول الأستديو، وأفضل أن أنفصل عن الأعمال التي أكون قد أنجزتها، لكي لا أفكر بها كثيرا، فألجأ إلى القراءة.
القراءة تحتاج إلى هدوء وتركيز، لذا أقرأ في المنزل أو الأستديو حينما أكون وحيدا وبحاجة إلى العزلة والتفكير والتأمل.
اقرأ بمختلف المجالات، لكن، بالتأكيد هناك أدباء كثر في مجال الشعر، احرص على قراءتهم دائماً ومتابعة إصداراتهم، بحكم تقاطعهم مع مجالي الفني كمطرب.
بالتأكيد للكتاب الورقي رونقه وسحره، وأنا من الجيل الذي تربى على الكتب الورقية وأفضلها، لكن أحيانا يكون الكتاب الإلكتروني هو المتاح، لسهولة الوصول إليه، خاصة في رحلات السفر الطويلة بالطائرة.