في تجربة وصفت بأنها الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية، عرضت "هيئة المتاحف السعودية" مقتنيات المتاحف الإقليمية بأساليب تقنية حديثة، في تجربة تفاعلية شملت 11 قطعية أثرية سعودية.
أطلقت "هيئة المتاحف السعودية"، المرحلة الأولى من المعرض التفاعلي المتنقل "روايتنا السعودية.. نافذة على المتاحف"، من مدينة بريدة في منطقة القصيم، بالتزامن مع فعاليات "كرنفال بريدة للتمور"، الذي يقدّم رحلة حسية وبصرية وسمعية غير تقليدية.
وجاءت تسمية المعرض بـ"روايتنا السعودية"، انطلاقاً من شعار المتاحف الإقليمية التي ستفتتحها الهيئة على مراحل خلال الأعوام المقبلة. وستحكي هذه المتاحف الأحد عشر، رواية الإرث الثقافي والحضاري للمناطق في السعودية، وكل متحف هو قصّة من هذه الرواية.
وعرضت في الافتتاح، إحدى عشرة قطعة أثرية مختارة من مقتنيات المتاحف السعودية، بعد إعادة صياغتها رقمياً، وجرى تقديمها عبر تقنيات التصميم الحركي والمؤثرات الصوتية، في فضاء يتيح للزائر التفاعل المباشر مع التراث الوطني.
وجاء تنظيم المعرض في إطار جهودها لإتاحة تجارب ثقافية عصرية، تعزّز الوعي المجتمعي بالتراث، وتؤكد قدرة التقنية على حفظ الهوية الوطنية وتقديمها للأجيال الجديدة، بلغة قريبة من ذائقتها، مع فتح أبواب الدخول مجاناً، لتشجيع مشاركة أوسع من قِبل مختلف فئات المجتمع.
يربط معرض "روايتنا السعودية"، كجسر يصل الماضي بالحاضر والمستقبل"، إذ أعاد تعريف دور المتاحف الوطنية باعتبارها منصّات حيّة لا تقتصر على العرض التقليدي، بل تنفتح على آفاق جديدة من التفاعل الحسّي والمعرفي".
ويأتي المعرض ضمن خطط "هيئة المتاحف السعودية" التي تتسق مع استراتيجية قطاع المتاحف، المنبثقة من "رؤية السعودية 2030"، بهدف جعل المتاحف فضاءات ديناميكية فاعلة في الحراك الثقافي والاجتماعي، وتعزيز إسهامها في التنمية الوطنية.
ومن المقرر أن يتنقل المعرض بعد محطته الأولى في القصيم، إلى الرياض خلال الفترة ما بين 23 سبتبمر حتى 11 أكتوبر، ونجران خلال الفترة ما بين 11 وحتى 22 نوفمبر، ويختتم فعالياته في جدة خلال الفترة ما بين 4 وحتى 20 ديسمبر، حاملاً في كل محطة صياغة جديدة للتجربة، تراعي خصوصية المكان وتنوّع المقتنيات، ليؤكد أن رواية التاريخ السعودي ليست ثابتة، بل متجددة وقابلة لإعادة الاكتشاف عبر أدوات معاصرة.