شهدت منصة نتفليكس في الأشهر الأخيرة ظاهرة فريدة مع إطلاق فيلم الرسوم المتحركة K-Pop Demon Hunters، الذي نجح في أن يضع بصمته كأحد أبرز الأعمال الكورية التي تغزو الساحة العالمية.
وهذا بفضل مزيجه المتقن بين الكوميديا، والأكشن، والموسيقى، والرعب الخارق للطبيعة، لم يحقق الفيلم فقط نجاحًا تجاريًا، بل حصد أيضًا إشادة من أهم وسائل الإعلام الدولية مثل مجلة Time، ليتحول إلى حدث ثقافي عالمي يربط بين الكيبوب والفولكلور الكوري بطريقة غير مسبوقة.
منذ عرضه في 20 يونيو/ تموز 2025، تمكن الفيلم من حصد أكثر من 266 مليون مشاهدة، ليصبح العمل الأكثر مشاهدة في تاريخ نتفليكس، هذا الإنجاز وضعه في صدارة الأعمال العالمية وأثبت قدرة السينما الكورية على منافسة أضخم الإنتاجات الهوليوودية.
وصفت مجلة Time الفيلم بأنه "غزا العالم"، مشيرةً إلى أن سر جاذبيته يكمن في مزيج عناصره المتنوعة بين التشويق، والموسيقى، والرعب، كما سلطت الضوء على موسيقاه التصويرية التي حققت إنجازًا تاريخيًا، حيث دخلت ثلاث من أغاني الفيلم قائمة Billboard Hot 100 ضمن المراتب العشرة الأولى، وهو إنجاز لم يتحقق منذ ما يقرب من 30 عامًا.
كما كشفت المخرجة ميجي كانغ أن هدفها من هذا المشروع كان تقديم صورة صادقة للثقافة الكورية. فقد اهتمت بأدق التفاصيل، مثل لافتات الشوارع في سيول وعادات الشخصيات في أثناء تناول الطعام باستخدام عيدان الأكل والمناديل. هذه اللمسات الدقيقة منحت الفيلم أصالة جعلته أقرب للمشاهد العالمي الباحث عن محتوى يعكس التنوع الثقافي.
واحدة من أبرز المشاهد التي أثارت الإعجاب، هو ظهور شخصية "حاصد الأرواح"، المستوحاة من الفولكلور الكوري التقليدي، مرتديًا زيه التراثي وقبعته المميزة.
وقد أضافت المخرجة لمسة الكيبوب إلى القصة، ما منحها بريقًا عالميًا وفتح الباب أمام جمهور واسع ليتعرف على جوانب من الثقافة الكورية بطريقة ممتعة ومعاصرة.
تدور أحداث الفيلم حول فرقة فتيات كورية تعمل كفرقة بوب موسيقية مشهورة، لكنها تخفي سرًا كبيرًا: مهمتها الحقيقية هي صيد الشياطين وحماية العالم من قوى خارقة تهدد البشرية، هذا الدمج بين موسيقى الكيبوب والأساطير الكورية أضفى على القصة جاذبية استثنائية جعلت الفيلم يتصدر حديث الجمهور والإعلام على حد سواء.