استطاعت الفنانة اللبنانية رنين مطر، أن تحجز لنفسها مكانة مميزة في الساحة الفنية، من خلال خطواتها الواثقة التي اعتمدتها منذ بداياتها. إيمانها بنفسها عزّز قدراتها، ورسّخ قناعتها بأن النجاح لا يُقاس بكثرة الأدوار، بل بالأثر الصادق الذي يتركه العمل في وجدان الجمهور.
في حوار الأسبوع، تفتح رنين مطر قلبها لـ "فوشيا"، كاشفة عن العديد من تجاربها الفنية، رؤيتها الخاصة وفلسفتها في عالم التمثيل، كما وتطلعاتها المستقبلية لحياتها الفنية والشخصية.
كيف تقيمين الإنجازات التي حققتِها في مسيرتك الفنية؟
سعيدة بكل خطوة قمت بها خلال مسيرتي الفنية . كل عمل شاركت به كان بمثابة محطة استثنائية ساهمت بصقل شخصيتي على الصعيدين الإنساني والفني. النجاح لا يُقاس بعدد الأدوار وحجمها، بل بالصدق الذي أقدّمه والأثر الذي أتركه في نفس المشاهد. لا أنكر أن التمثيل منحني المزيد من النضج، وهو ما ساعدني على ترك بصمة مميزة على الساحة.
هل ما زلتِ حريصة على تحقيق التوازن بين الشهرة وحياتك الخاصة؟
بالتأكيد. أؤمن أن الشهرة لا تعني التخلي عن خصوصيتي، بل هي مسؤولية إضافية أتعامل معها بحب ووعي. صحيح أن الشهرة جميلة، لكنها في الوقت ذاته تتطلب وعيًا كي لا تسرق مني لحظاتي الخاصة. أحب أن أبقى إنسانة طبيعية أعيش حياتي بشكل طبيعي إلى جانب عائلتي وأصدقائي بعيدًا عن أضواء الشهرة. هذا التوازن ضروري وصحي.
نراكِ تتأنين في اختياراتك الفنية، وكأن التمثيل بالنسبة إليك ليس مجرد مصدر رزق. هل هذا صحيح؟
التمثيل بالنسبة لي شغف ورسالة قبل أن يكون عملاً. ربما أستغرق في الاختيار وقتا اضافيا، لكنني أفضل أن أقدم ما يشبهني ويرضيني على أن أركض وراء أدوار لا تعبّر عني.
ما الدور الأصعب الذي واجهته في مسيرتك؟
الأصعب دائما هو ما يفتح جروحا إنسانية ويجعلني أعيش ألما حقيقيا، فهذه الأدوار تتطلب جهداً عاطفياً كبيراً وتستنزف طاقتي النفسية، لكنها تمنحني بالمقابل قوة ونضجاً. أحياناً تكون المشاهد أكثر قسوة من الدور بأكمله.
كيف تحضرين لأدوارك؟
تحضير أي شخصية هو رحلة بحد ذاتها. أبدأ بالنص، ثم أعمل على فهم خلفية الشخصية ونقاط قوتها وضعفها ومخاوفها. أتعامل معها كأنها إنسانة حقيقية تعيش بيننا. أراقب التفاصيل الصغيرة للأشخاص الذين مروا في حياتي أو يشبهوني في المجتمع. ولكن بالنسبة لي من المهم عدم الاستخاف بأي شخصية مهما بلغ حجمها.
هل تعتبرين أدوار ضيف الشرف خطوة ثانوية أم تحدياً فنياً؟
أدوار ضيف الشرف أعتبرها تحدياً كبيراً؛ لأن الوقت فيها قصير جداً لإثبات الحضور. أحياناً يكفي مشهد واحد صادق ليعلق في ذاكرة المشاهد أكثر من تجسيد شخصية رئيسة. المساحة الصغيرة تتطلب تركيزاً ودقة، وهذا يثري التجربة ويجعلها ممتعة.
نلاحظ أنك لا تعبّرين عن الحزن لغيابك عن الشاشة الصغيرة كما تفعل بعض النجمات. لماذا؟
أنا مؤمنة أن كل شيء يأتي في وقته. فترات الغياب أعتبرها فرصة لتطوير نفسي وقدراتي الفنية. لا أحب لعب دور الضحية والقول لا توجد أدوار. الممثل الحقيقي يطور نفسه باستمرار حتى بعيداً عن الكاميرا. لذلك، أفضل أن أختار أدواراً بوعي، حتى لو طال الانتظار.
هل سنراكِ في رمضان 2026؟
هناك مشاريع مطروحة بالفعل، لكنني أفضل عدم الكشف عنها قبل أن تتضح معالمها وتصبح رسمية. أستطيع أن أقول إن هناك شيئاً يتحضر، وأتمنى أن يكون عند حسن ظن وتوقعات الجمهور.
من الفنان الذي تحلمين بالوقوف أمامه؟
أحلم بالوقوف أمام ممثلين كبار ذوي خبرة طويلة؛ لأن الوقوف أمامهم مدرسة حقيقية. هناك أسماء عديدة أتمنى مشاركتها مع المشاهد ذات يوم.
هل لديك شروط لتكرار تجربة الأعمال المعربة؟
أنا منفتحة على أي تجربة جديدة من شأنها أن تضيف لمسيرتي. الأهم أن يكون النص جيداً، والرؤية الإخراجية مميزة، وفريق العمل متناغماً.
هل لديك طرق خاصة لإنعاش ذاكرتك قبل التصوير؟
الأمر يتوقف دوما عند طبيعة المشهد، فإذا كان المشهد بسيطاً، لا أحتاج جهداً كبيراً. أما إذا كان عاطفياً أو انفعالياً، أربطه دائماً بمشاعر أو مواقف عشتها سابقاً. أحياناً ألجأ إلى تمارين التنفس قبل التصوير لزيادة التركيز.
متى تنتقدين نفسك؟
أنا قاسية على نفسي جداً. بعد كل عمل أعود لمراجعة التفاصيل الصغيرة التي كان بإمكاني تقديمها بشكل أفضل. لكنني أعتبر النقد الذاتي بمثابة مدرسة لا وسيلة لإحباط نفسي.
كيف تتعاملين مع الأخطاء أو الملاحظات أثناء العمل؟
أتقبلها بمحبة، لأنها تساعدني على التطور وإحراز التقدم المطلوب . أقول دائما: الحمد لله أن الخطأ ظهر هنا وليس على الهواء.
بعد متابعة حفلات الزواج التي تشهدها الساحة الفنية، هل تغيرت لديكِ المعايير في اختيار الشريك المناسب؟
معاييري لم تتغير. الزواج بالنسبة لي لا يُبنى على الأضواء أو البريق الإعلامي، بل على الاحترام والصدق والدعم المتبادل.
من هو الشخص الذي تبوحين له بأسرارك؟
بطبعي أنا امرأة كتومة. أسراري الصغيرة أشاركها مع عائلتي وأصدقائي المقربين جداً. أما أسراري الكبيرة فتبقى معي.
هل أنتِ من النساء اللواتي يعانين من هوس التسوق؟
أحب الموضة كثيراً لكن ليس لدرجة الهوس. أفضل اختيار قطع تشبهني وتعيش معي لسنوات، بدلاً من شراء الكثير من دون الحاجة اليها.
ما أغلى قطعة اقتنيتها حتى الآن؟
ساعة أو حقيبة يد. لكن القيمة بالنسبة لي لا تقاس بالسعر، بل بالذكرى التي تحملها القطعة.
كم مرة قررتِ تغيير طبيعتك الهادئة في حياتك أو عملك؟
في الحقيقة، لست هادئة كما يظن البعض. قد أبدو متروية في اتخاذ القرارات، لكن بداخلي طاقة واندفاع. أُحسن السيطرة على مشاعري، لكن حين أحتاج المواجهة أكون قوية وصريحة.
ما قمة طموحك؟
أطمح إلى تقديم أعمال تُضيف للمجتمع وتفتح نقاشات حقيقية. كما أطمح للحفاظ على التوازن بين مسيرتي الفنية وحياتي الشخصية؛ لأن السعادة لا تكتمل بالشهرة وحدها.
هل تفكرين في بناء حياتك المهنية بعيداً عن الفن؟
الفن جزء أساس من روحي. قد أحاول تجربة مجالات أخرى، لكنني لن أتخلى عن التمثيل. الحل بالنسبة لي هو التوازن الذي يتحقق بمسيرة فنية غنية، إلى جانب حياة خاصة تحقق لي ذاتي بعيدًا عن الشهرة.