احتفل صنّاع فيلم الزرفة بافتتاح عرضه في دور السينما السعودية، وسط أجواء من الحماس والترقب، لعمل يُعد من أبرز الإنتاجات الكوميدية المنتظرة في موسم الصيف.
نشر الفنان أحمد الكعبي عبر خاصية الستوري على "إنستغرام" مقطع فيديو من الافتتاح، يظهر فيه أحد صنّاع العمل وهو يقول: الفيلم خلال أيام قليلة جاب أرقام عالية في السعودية، وفاق أفلامًا عالمية، وهذا مفخرة لنا ومفخرة للخليج.
الفيلم، الذي يمزج بين الطابع العبثي والحس الشعبي الساخر، يُعد ثمرة تعاون إبداعي بين استوديوهات تلفاز 11 وأفلام الشميسي، وهو من إخراج عبد الله ماجد، في تجربة تنتمي إلى الموجة السعودية الجديدة في السينما، والتي تتسم بالجرأة، والمرح، وكسر القوالب التقليدية.
تدور أحداث الفيلم حول ثلاثة شبّان لا تجمعهم أي صلة في البداية، سوى شغفهم بالألعاب الإلكترونية، قبل أن تقودهم المصادفة للعمل معًا في مطعم يتبع لمجموعة "الهنهوني القابضة". ومن هناك، تنطلق سلسلة من الأحداث العبثية حين يقرر الثلاثي تنفيذ سرقة قطعة فنية نادرة من متحف خاص، في خطة مرتجلة تنقلب رأسًا على عقب، وتنتهي بهم خلف القضبان.
ومن أبرز ما يميز الزرفة هو استخدامه لمصطلحات عامية جديدة مثل "قضينااا"، التي تحل محل تعبيرات تقليدية مثل "راب" أو "فركش"، في لمسة تعكس نبض الجيل الجديد وروحه الساخرة.
يضم الفيلم كوكبة من النجوم السعوديين الشباب، منهم: فهد المطيري، ومحمد شايف، وحامد الشراري، وأحمد الكعبي، وخالد عبد العزيز، وعبد الله الربيعه، وإبراهيم الخير الله، وزياد العمري، وأضواء بدر.
وقدّم كل ممثل أداءً مميزًا أعطى لكل شخصية طابعها الخاص، ما أضفى على العمل طابعًا جماعيًا منعشًا، يجمع بين الكوميديا التلقائية وروح الفريق.
تم تصوير الفيلم في الرياض خلال 32 يومًا، وشمل أكثر من 10 مواقع مختلفة، مع تصميم 32 ديكورًا خصيصًا. ويُعد هذا الإنتاج دليلًا على الرؤية البصرية الطموحة التي تبنّتها الجهة المنتجة، بقيادة إبراهيم الخير الله وأحمد موسى، اللذين قدّما طرحًا سينمائيًا لا يخشى السخرية من الذات، ويكشف التناقضات الاجتماعية بروح مرحة ومباشرة.
في وقت تتجه فيه السينما السعودية إلى تنويع أنماطها، يأتي الزرفة ليكسر القالب النمطي للكوميديا، ويطرح عملًا يعتمد على العفوية والمواقف غير المتوقعة، مع إسقاطات ذكية على واقع الشباب وهمومهم. فيلم يحتفي بالخطأ البشري، ويجد في العبث طريقًا للضحك، وربما… لاستخلاص العِبر.