قررت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بالقاهرة، أمس الأحد، تأجيل النظر في الدعوى المقامة من محامٍ مصري يطالب فيها بوقف وسحب ترخيص فيلم الملحد، لجلسة 12 يناير/كانون الثاني المقبل، فيما قدم المنتج أحمد السبكي سيناريو الفيلم إلى هيئة المحكمة للاطلاع عليه قبل إصدار الحكم.
تواصل موقع "فوشيا" مع المخرج ماندو العدل، الذي قال إن الفيلم عُرض على الرقابة أكثر من 21 مرة على مدار ثلاث سنوات، بداية من عام 2022 وحتى 2024، وهو أمر وصفه بأنه غير معقول.
وأضاف: الرقابة شاهدت الفيلم مرارًا وتكرارًا قبل منحه التصريح، وبعدها تم تحديد موعد للعرض، ونُشرت الدعاية الخاصة به في الشوارع، ثم أُلغي العرض بشكل مفاجئ.
وفيما يتعلق بمحتوى الفيلم، أكد العدل أن "الملحد" اعتمد على مراجعات دقيقة من خبراء دينيين ورقابيين، وقال: لا يمكن لفيلم في مصر أن يروّج للإلحاد؛ الرقابة لا تسمح بذلك أبدًا. نحن نحاول من خلال الفن مناقشة القضايا الموجودة في المجتمع، وهذه مسؤوليتنا.
أكد المخرج ماندو العدل أن ما حدث مع "الملحد" يمثل سابقة خطيرة في تاريخ السينما المصرية، حيث قال: في الماضي، كانت الأفلام تُمنع بعد عرضها لفترة قصيرة، لكن أن يُمنع فيلم قبل عرضه بساعات قليلة رغم حصوله على التراخيص، فهذا لم يحدث من قبل.
وأضاف العدل: هذا القرار أدخل الفيلم التاريخ، لأنه أثار جدلًا واسعًا قبل أن يشاهده الجمهور.
أشار ماندو العدل إلى أن صناعة فيلم "الملحد" واجهت العديد من التحديات بسبب حساسية الموضوع الذي يناقشه. وأوضح: الفيلم صعب جدًا على المستوى الفني والفكري، وحرصنا على الاهتمام بكل التفاصيل لضمان تقديم معالجة سليمة ومؤثرة، كان هدفنا توعية الشباب ومواجهة الظاهرة بدلاً من التهرب منها، وتم مراجعته من جانب الكثير من الجهات.
أعرب المخرج عن أمله في أن يرى فيلم "الملحد" النور يومًا ما، قائلاً: سواء كنت على قيد الحياة أو لا، أتمنى أن يُعرض الفيلم ليحكم عليه الجمهور بنفسه. الهدف من الفن هو مواجهة المشكلات ومعالجتها، وليس إخفاؤها.
أوضح ماندو العدل أنه لا يملك تفسيرًا واضحًا لما حدث، مشيرًا إلى تضارب المعلومات بين الجهات المعنية. وقال: الرقابة منحت الفيلم ترخيصًا بعد مراجعات مكثفة، وأعلنت أنه صالح للعرض، لكن فجأة ظهرت جهات أخرى منعت عرضه من دون إبداء أسباب واضحة.
وأوضح العدل: حتى الرقيب نفسه أشار إلى أن المنع ليس من اختصاصه، مؤكدًا أن المنتج هو الذي يتواصل مع هذه الجهات الغامضة التي لم يُفصح عن هويتها.